Friday, October 9, 2009

سرقة رواية دان براون..الرمز المفقود!


    شيماء زاهر


  • الرمز المفقود لدان براون... تحت أيدي القراصنة!
بعد صدور رواية دان براون The Lost Symbol في الخامس عشر من سبتمبر الحالي، ظهرت على الإنترنت نسخ إلكترونية مسروقة. أحد المستخدمين في إحدى المواقع ذكر أنه سعيد جدا لحصوله على الرواية؛ بينما طلب مستخدم آخر أن يتم إرسال الرواية على بريده الإلكتروني! دار نشر ترانسورد Transworld المسئولة عن نشر الكتاب في المملكة المتحدة، ذكرت أنها لن تتهاون في سرقة الكتاب إلكترونيا، وأنها طلبت من تلك المواقع سحب الرواية، وفقا للجارديان. يذكر أنه في أقل من أسبوع لصدورها، باعت الرواية أكثر من مليون نسخة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وحققت النسخة السمعية مبيعات عالية. دان براون كان قد نشر ثلاث روايات قبل روايته الأكثر جدلا "دافنشي كود" وهي: Digital Fortress و Deception Point و Angels and Demons. وفي رواياته يتكرر استخدام الرموز والمفاتيح، وقصص التآمر وإخفاء الأسرار. ولمن يريد الاطلاع على المزيد عن براون، يمكن الذهاب إلى موقع الكاتب على الإنترنت: http://www.danbrown.com/




  • جوجل وخدمة إسبرسو!
عقدت جوجل اتفاقية مع شركة On Demand للطباعة والنشر تتيح للمستخدم طبع الكتب التي نفذت من دور النشر في وقت قصير. الخدمة تعتمد على ماكينة طباعة متطورة يطلق عليها إسبرسو، يمكنها طبع ثلاثمائة صفحة في أربع دقائق. جوجل كانت قد نسخت الملايين من الكتب ورفعتها على موقعها، وهناك بالفعل ست عشرة ماكينة إسبرسو في أماكن مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلا أنها تأمل في مضاعفة هذا العدد وفقا للديلي تليجراف. تبلغ قيمة ماكينة إسبرسو خمس وثمانين ألف جنية إسترليني.مقابل هذه الخدمة يدفع المستخدم ثمان دولات، تحصل جوجل وشركة On Demand على دولار واحد لكل منهما، وباقي الدولات تذهب لتكلفة الطبع والجهة التي تمتلك الماكينة؛ الخدمة الجديدة تلقّت انتقادات من مؤلفين وناشرين. في عام 2008 أجرت جوجل اتفاقاً مع بعض دور النشر التي اتهمتها بانتهاك حقوق النشر، ووافقت جوجل على دفع مبلغ مائة وخمس وعشرين ألف دولاراً مقابل حقوق النشر، ومنح نسبة من المبيعات للكاتب والناشر إذا ما وافق على نسخ الكتب لدى جوجل. ويبقى السؤال، ما رأيك لو تم تطبيق خدمة شبيهة في مصر يستطيع المستخدم من خلالها طبع الكتب العربية التي لم تعد متداولة في سوق الكتاب؟

  • في لندن معرض لفرانك سيناترا وآخرين!
يقام في Scream gallery بغرب لندن معرض يتضمن ثلاثين لوحة لمجموعة من رموز الموسيقى، بينهم بول ماكرتنيPaul McСartney وجون لينون John Lennon وجوني كاش Johnny Cash وفرانك سيناترا Frank Sinatra، بين تلك اللوحات لوحة قد رسمها فرانك سيناترا عام 1957 بعد انفصاله من زوجته الثالثة جاردنر Gardner التي وصفها بكونها المرأة الوحيدة التي أحبها. اللوحة -التي تصور سيناترا على هيئة مهرج سيرك عابس الوجه- سيتم بيعها في مزاد علني فيما بعد بمبلغ يقدر بـخمس وعشرين ألف جنية إسترليني، اللوحة مستوحاة من فيلم The Joker is Wild (1957) الذي وافق سيانترا على القيام ببطولته فقط؛ لأن تصويره كان في أسبانيا حيث عاشت زوجته بعد الانفصال، وفقا للديلي تليجراف. سيناترا توفي عام 1998 عن عمر يناهز الثمانية والثمانين، وظل يمارس الرسم كهواية لأكثر من أربعين عاما. اللوحات المعروضة تعكس مشاعر واهتمامات سيناترا، وقدرته على الامتاع بالرسم مثل الغناء. بالمعرض أيضا لوحة لكوبان Cobain مطرب الروك في فريق نيرفانا، ولوحة لماك كارتني McCartney يصور فيها إلفيس برسلي في مشهد ريفي.

Saturday, September 19, 2009

العثور على رسوم أصلية لـ"والت ديزني"

شيماء زاهر
  • في مكتب بمدينة بلاكبول ببريطانيا، عُثر على خمس عشرة رسمة أصلية لوالت ديزني ملونة وبالأبيض والأسود، يقدر كل منها باثني عشر ألف جنيه استرليني. الرسوم كانت ضمن مئات الملفات في مجلس مهرجان بلاكبول للضوء الذي يقام سنويا منذ عام 1879 وحتى الآن.
    مهرجان بلاكبول للضوء يتضمن تنويعات مختلفة على الضوء مثل الليزر، والنيون، وألياف ضوئية، تُستخدم في عروض ومشاهد حيّة. وكان المهرجان قد اتصل باستوديو والت ديزني عام 1953 لاستخدام شخصيات والت ديزني في عروضه، خاصة ميكي ماوس.
    إحدى الرسوم توضح أن إدارة المهرجان كانت تريد تحريك شخصية ميكي ماوس في متنزه "الأميال الذهبية" وهو أحد الطرق الهامة في مدينة بلاكبول؛ إلا إن والت ديزني طلب من إدارة المهرجان أن يكون ذلك مطابقا تماما لظهورها الأول المدوي في السينما، لذا قام والت ديزني بإرسال الرسوم الأصلية بنفسه من هوليود إلى بلاكبول. السبب في العثور على الرسوم هو انتقال إدراة المهرجان إلى مقر جديد، مما تطلب أرشفة الملفات الموجودة بالمقر القديم، ضمنها رسوم والت ديزني.والت ديزني أمريكي الجنسية ولد في عام 1901 وتوفي في عام 1966.
  • إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر
    أعلنت في الثامن من سبتمبر الماضي القائمة القصيرة لجائزة البوكر البريطانية، اشتملت على ستة أعمال. جاء على رأس القائمة رواية "غرفة الذئب" لهيلاري مانتيل وهي رواية تاريخية عن صعود مستشار الملك هنري الثامن، ويدعى توماس كرومول الرواية مرجّحة للفوز بالجائزة وفقا للديلي تليجراف.
    أما الروائي جي إم كوتزي من جنوب أفريقيا، فيتنافس أيضا على الجائزة بالسيرة الذاتية "وقت الصيف" ، كوتزي كان قد فاز بالجائزة مرتين قبل ذلك.
    على العكس من كوتزي، لم تفز سارة واترز بالجائزة على الرغم من ترشيحها مرتين للفوز بها، هذا العام هي مدرجة أيضا في القائمة القصيرة براويتها "الغريب الصغير" .
    الأعمال الثلاثة الأخرى المرشحة هي "كتاب الأطفال" للكاتبة بايت ورواية "المتاهة السريعة" لآدم فولدز ورواية "الغرفة الزجاجية" للكاتب سيمون ماور .
    من المعروف أن الفائز بالبوكر يحصل على مبلغ خمسين ألف جنيه إسترليني، ويحظى باهتمام دولي كبير؛ العام الماضي فاز الروائي الهندي آرافيند أديجا بالجائزة عن رواية "النمر الأبيض" التي باعت أكثر من نصف مليون نسخة وتُرجمت إلى ثلاثين لغة.
  • أكبر أرشيف صوتي على موقع المكتبة البريطانية!
    أعدت المكتبة البريطانية أرشيفا صوتيا لكل المواد الصوتية على الإنترنت، متاحة للجميع بدون مقابل. تشتمل المكتبة على ثمانية وعشرين ألف تسجيل يصل إلى حوالي ألفي ساعة بين الغناء والحديث والإنشاد والرنين وغيرها من الأصوات التي تميز التأريخ الصوتي.
    التسجيلات تأتي من مختلف أنحاء العالم، وترجع إلى مائة عام مضت، منذ التسجيلات الأولى التي قام بها عالم الأجناس البريطاني ألفريد كورت عندما قام بتسجيل غناء الأستراليين الأوائل عام 1898، وفقا للجارديان.
    تسجيلات صوتية أخرى كانت قد صدرت بالفعل إلا أنها قليلا ما تُسمع مثل موسيقى الكاليبسو من سيراليون، والخطوة السريعة في الرقص من غانا، وموسيقى ديكا وسط أفريقيا. المكتبة كانت قد حصلت على أغلب تلك التسجيلات من مواطنين كانوا يحتفظون بها في المكاتب وخزانات البيت، الآن سيتمكن جمهور غفير من الوصول إليها عبر الإنترنت.
    للاطلاع على موقع الأرشيف الصوتي يمكنك الضعط على الرابط التالي:
http://sounds.bl.uk/

نشر في بص وطل أولا

Thursday, August 27, 2009

ضبط لوحة لبيكاسو في العراق!


    شيماء زاهر


  • قام البوليس العراقي بالقبض على رجل كان يعتزم بيع لوحة "المرأة العارية" "The Naked Woman" للرسام بابلو بيكاسو Pablo Picasso جنوب العراق، وفقا للديلي تليجراف. اللوحة تحمل نقوشا من متحف الكويت وكانت فيما يبدو من ضمن الأعمال الفنية التي أخذتها القوات العراقية من الكويت، في الهجوم الذي أدى إلى حرب الخليج عام 1991. الرجل كان يعتزم بيع اللوحة بمبلغ أربعمائة وخمسين ألف دولار. وقد تحفظت القوات العراقية على اللوحة فيما يجري الآن استجواب الرجل.
    بابلو بيكاسو أحد أشهر الرسامين الأسبان في القرن العشرين، وُلد في عام 1881 وتوفي عام 1973، وله الفضل في تأسيس ما يعرف بـ"التكعيبية التحليلية" Analytic cubism التي تقوم على تحليل الأشياء إلى أشكال، من أشهر رسوماته "الموسيقيون الثلاث" Three Musiciansعام 1921، وجرنيكا Guernica عام 1937.


  • كرنفال نوتيج هيل بمذاق جزر الكاريبي!
    عقد في نهاية شهر أغسطس الماضي كرنفال نوتيج هيل الذي يقام كل عام في الوقت نفسه. اشتمل الكرنفال على عروض راقصة، وحفلات تنكرية للأطفال، كما تنوّعت الموسيقى بين ستيل Steel وسامبا Samba وكالبسو Calypso . يعتمد الستيل على استخدام الآلات الموسيقية المعدنية التي ترجع جذورها إلى "جزر الهند الغربية"، وهي مجموعة من الجزر تفصل بين البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي. أما السامبا، فهي أسلوب موسيقي برازيلي. موسيقى كاليبسو تعود إلى العبيد الأفارقة الذين تم تسخيرهم للعمل في مزراع السكر في جزيرة "ترنداد" فترة الاستعمار. العبيد الأفارقة مُنعوا من الكلام من قبل مستعمريهم فلجأوا للكاليبسو للتخاطب والسخرية من مالكيهم، كما جاء بالموقع الإلكتروني الخاص بكرنفال نوتيج هيل.
    ظروف الجو السيئة في لندن لم تمنع المستمتعين بالمهرجان من المشاركة به، حيث قُدّر عددهم بمليونين من أوروبا وخارجها. المهرجان يعود إلى عام 1964، ويليه في الأهمية كرنفال "ترنداد وتوباجو"، المقام في دولة ترنداد وتوباجو.


  • باولو كويلو يدعو القراء للحكي في مدونته!
    دعا الكاتب البرازيلي باولو كويلو عبر مدونته على الإنترنت- القراء للحكي، بأن يشاركوه قصة أو مجموعة من القصص أعجبتهم، سواء كانت شيئا قرؤوه، أو استمعوا إليه، أو ينتمي لثقافتهم. في تسجيل الفيديو الذي تم رفعه بالمدونة في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، قال كويلو إن الحكي هو الجسر الوحيد الباقي، في ظل تصادم الحضارات الذي نراه الآن وأنه منذ ثلاثة أسابيع أقام منتدى شعريا على مدونته، لكنه يدعو القراء إلى التواصل ليس فقط من خلال الفن والشعر، بل من خلال الحكي أيضا.
    مدونة باولو كويلو تقوم على التفاعل بين الكاتب والقراء؛ وبها عدة روابط للمنتديات الأدبية ومناقشة روايات باولو كويلو مثل "الخيميائي" و"الزهير" و"بريدا" وغيرها.
    لتصفح مدونة الكاتب يمكنك الضغط على الرابط التالي:http://paulocoelhoblog.com/

Thursday, August 20, 2009

رسوم وكتابات مزيفة لفريدة كالو في كتاب!


    شيماء زاهر


  • تعتبر فريدة كالو أحد أشهر الرسامات المكسيكيات في القرن العشرين؛ ولدت في قرية صغيرة بالمكسيك عام 1907 وتوفيت عام 1954. امتازت رسومها باستخدام ألوان مليئة بالحياة، متأثرة بذلك بالثقافات الأصيلة في المكسيك والتأثيرات الأوروبية، كالواقعية، والرمزية، والسريالية. معظم أعمالها بورتريهات لها جسدت بها آلامها الشخصية.
    تعتزم دار نشر برينستون للفن المعماري Princeton Architectural Press في نيويورك إصدار كتاب يحوي مجموعة من الرسوم المعادة والمذكرات والحليّ التي تنسب للرسامة المكسيكية؛ الكتاب يحمل عنوان "البحث عن فريدة كالو" "Finding Frida Kahlo". وقد ذكرت دار النشر في الدايلي تليجراف أنها عثرت على "مجموعة مذهلة تمثل تاريخا مفقودا لواحدة من أكثر الرسامات شهرة في القرن العشرين، المليئة بالرغبة المتوهجة والثورة المضطربة والسخرية المفرطة"، بحسب الدايلي تليجراف.
    إلا إن هذا التاريخ المفقود للرسامة المكسيكية مزيف، وفقا لما أعلنه باحثون متخصصون في فن فريدة كالو. تلك الأعمال قد جاءت عن طريق اثنين من بائعي التحف في المكسيك، اشترياها من محامٍ اشتراها بدوره من نحّات للخشب ادّعى إنه أخذها من فريدة كالو.
    ماري آن مارتن إحدى المتخصصات في بيع أعمال فريدة كالو بنيويورك ذكرت أن "الرسوم سيئة، الكتابة صبيانية ومحتواها سطحي، وأن الرسوم التشريحية التي تتضمنها المجموعة تبدو كأنها جاءت من كتاب تعليمات لدى جزار!". وقد طالب المهتمون بفن كالو بوضع حد لهذا النوع من الاحتيال.
  • قريبا.. رواية "عام الفيضان" للكاتبة الكندية مارجريت آتود
    في الرابع من سبتمبر القادم تصدر رواية "عام الفيضان" The Year of the Flood للكاتبة الكندية مارجريت آتود Margaret Atwood عن دار نشر بلومزبري Bloomsbury في المملكة المتحدة. تقدم الرواية رؤية خيالية ثرية للمستقبل القريب، تبنى فيها عن رواية سابقة للكاتبة تدعى Oryx and Crake والتي حصلت على ترشيح القائمة القصيرة للبوكر. في الرواية تتداخل الشخصيات، إلا أنه من خلال الشخصيات النسائية بالرواية، توبي Toby ورين Ren نتعرف على الأيام التي أدت إلى وباء رهيب يهلك البشرية.
    الرواية تسجل استخدام العلم بطريقة مفرطة؛ أطعمة أشبه بكوابيس، وعمليات تجميل تتسم بالغرابة، إضافة إلى النحل! سينكلار ماكاي Sinclair Mckay أجرت حوارا مع مارجريت آتود في الدايلي تليجراف، ذكرت فيه أن بعض الأجزاء المحيرة في الرواية تتخللها لحظات تشعر الشخصيات فيها أنهم يتصلون بشكل ما مع النحل. النحل في الرواية يكتسب بعدا رمزيا، الاتصال بين النحل والآدميين إيمان قديم، تراث شعبي، يسبق معرفة سكر القصب، والبنجر؛ لأنه قبل ذلك كان النحل وسيلة التحلية بالعسل، ومصدر إضاءة بالشمع، وهو ما ذكرته ماري آتود بذات الحوار.
    رفضت آتود أن تصف ما تكتبه بأنه خيال علمي، أسمته أدبا تأمليا. وراء الرواية اهتمام قوي بالبيئة، ترجعه آتود إلى خلفيتها الأسرية؛ فوالدها عالم حشرات له دراسات عن النحل، وأخوها بيولوجي، وتضيف آتود: "فلو فهمت العلم خطأً، فأنا أسمع عنه".
    الشخصيات في "عام الفيضان" بها درجة من الجَلد، تجعلها ترفض الاستسلام لليأس، وتضيف: "في العالم الواقعي، أنا متفائلة جدا، فإذا عرف الناس ما المشكلة سيحاولون حلها". الرواية تصدر أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية في الثاني والعشرين من سبتمبر القادم.
  • مختارات من أشعار ولاس ستيفينس.. إصدار جديد
    ولاس ستيفينس Wallace Stevens أحد الشعراء الأمريكيين المعاصرين ولد عام 1879 وتوفي عام 1955، وتميز شعره بالتأمل والنزعة الفلسفية، إحدى أفكاره الرئيسية العلاقة بين "الحقيقة" والعالم؛ فالحقيقة هي ناتج الخيال، فهي تتغير مع محاولاتنا الدائمة لإيجاد طرق جديدة نرى بها العالم، الحقيقة نشاط، وليست شيئا ثابتا، فلكي نفهم العالم نُكون رؤية عن العالم من خلال الاستخدام النشِط للخيال.
    في عام 1954 أصدرت دار نشر Alfred Knopf الأعمال الكاملة له في عيد ميلاده الخامس والسبعين، توفي بعدها بشهور قليلة. وتعيد الدار إصدار أعماله الكاملة بعد تنقيحها، حيث استبعدت بعض كتابات والاس التي كتبها قبل نضوجه الفني، حسبما جاء بالنيويورك تايمز.

منع إعادة نشر الرسوم المسيئة في أمريكا


  • امتنعت دار نشر جامعة يل بالولايات المتحدة الأمريكية عن إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في كتاب كانت تعتزم نشره يحمل عنوان "الرسوم الكاريكاتيرية التي صدمت العالم" The Cartoons That Shook the World لكاتبته Jytte Klausen؛ الأستاذة في السياسة بجامعة برانديس بالولايات المتحدة.
    جامعة يل كانت قد استشارت اثني عشر سياسيا وخبيرا في الإسلام، وكانت آراؤهم بالإجماع عدم إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية، والأكثر من ذلك أنهم أوصوا بعدم نشر رسوم لمحمد (صلى الله عليه وسلم) كان من المفترض أن يتضمنها الكتاب، خاصة رسمة للرسول (صلى الله عليه وسلم) لكتّاب أطفال، وأخرى من العصر العثماني، ومخطط كان قد رسمه الرسام الفرنسي جوستاف دور Gustave Doré لمحمد (صلى الله عليه وسلم) في القرن التاسع عشر.
    مؤلفة الكتاب Jytte Klausen أعلنت موافقتها على قرار منع إعادة نشر رسوم الكاريكاتير، إلا إنها أبدت انزعاجها من منع الرسوم الأخرى التي تتناول محمدا (صلى الله عليه وسلم). وأضافت: "إن تلك الرسوم موجودة بكثرة، وإن أصدقاء مسلمين، وزعماء ونشطاء ظنوا أن حادث نشر رسوم الكاريكاتير يعبر عن إساءة، لذا كنا نحتاج إعادة نشر الرسوم، حتى يمكننا مناقشة الأمر". ومن المقرر صدور الكتاب في نوفمبر القادم.
    يُذكر أن لـKlausen دراسات وكتبا عن الإسلام والمسلمين في أوروبا. في عام 2005 صدر لها كتاب يحمل عنوان "تحديات الإسلام: السياسة والدين في أوروبا الغربية" "The Challenge of Islam: Politics and Religion in Western Europe"، عن جامعة أكسفورد؛ وقد ترجم الكتاب إلى الألمانية والتركية.
  • في باريس.. "طرزان" صديق البيئة!
    في متحف كواي برانلي بباريس يقام عرضا يهدف لإحياء أسطورة "طرزان" يشتمل على كتب وصور وكاريكاتير وأجزاء من أفلام لطرزان.
    قصة طرزان تعود إلى عام 1912 عندما كتب المؤلف الفرنسي Edgar Rice Burroughs رواية "طرزان القردة""Tarzan of the Apes" عام 1912، وتحكي عن طرزان الذي يموت والداه بعد أن يلقي بهما على سواحل إفريقيا، تتبناه مجموعة من القردة وتبدأ مغامراته. فيما بعد، يصادف طرزان الحياة المدنية لكنه يرفضها ويعود للأدغال ومغامراته البطولية فيها.
    اثنان وعشرون كتابا عن طرزان كتبها إدجار رايس بورو، نُشرت في ست وخمسين لغة، وبيع منها أكثر من خمسة عشر مليون نسخة، تسبب شيوعها في أكثر من أربعين فيلما، والآلاف من رسوم الكاريكاتير والكثير من المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية.
    منذ السبعينيات، تم انتقاد إدجار ريس بورو لما تحويه كتبه من بعض العبارات السلبية التي وصف بها الأفارقة والسود، ونظرة متعالية تجاه المرأة؛ إلا إننا لا يمكن أن نحكم على بورو بعيدا عن عصره حيث شاعت النظرة السلبية للسود والمرأة في كتابات أخرى، كما ذكرت ويكيبيديا.
    باريس تحيي طرزان في هيئة جديدة، تتماشى مع الدعوة العالمية للمحافظة على البيئة. في نهاية الأمر طرزان يجسد الحياة التي يطلق عليها اليوم "صديقة البيئة"، فهو يحمي الأدغال من الأطماع التجارية في استغلال العاج والاتّجار بالحيوانات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. عرض طرازان يحظى بإقبال جماهيري؛ ويستمر حتى التاسع عشر من سبتمبر.
  • "حماة الثورة: إيران والعالم في عصر آيات الله".. كتاب جديد!
    صدر بالولايات المتحدة الأمريكية كتاب جديد يحمل عنوان "حماة الثورة: إيران والعالم في عصر آيات الله" Guardians of the Revolution: Iran and the World in the Age of the Ayatollahs لكاتبه راي طاقي Ray Takeyh، الذي يجمع بين الجنسية الإيرانية والأمريكية، ويعمل مستشارا لإدارة الرئيس باراك أوباما.
    راي طاقي كان قد غادر إيران مع عائلته عام 1979 إثر اندلاع الثورة الإسلامية. في كتابه يقف طاقي وراء الأسباب التي أدت لتوتر العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية؛ يرجعها إلى عام 1953 عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالإطاحة برئيس الوزراء "محمد مصدق"، وإلى عام 1988 حيث تسبب الضرب الخطأ لرحلة 655 على شركة الطيران الإيرانية في موت مائتين وتسعين شخصا.
    السؤال الأساسي الذي يطرحه الكتاب هو ما إذا كان بإمكان إيران تغيير سياسة العداء تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، منذ الإطاحة بالشاه، فمعظم الإيرانيين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه الولايات المتحدة. فهل بإمكان إيران أن تفعل ما فعلته الصين عام 1972 عندما قامت بتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، بالرغم من الخلافات الأيديولوجية، مع الحفاظ مع نظام الدولة؟ وهو السؤال الذي طرحه روجر كوهين Roger Cohen في عرضه للكتاب بمجلة النيويورك تايمز.
    يتناول الكتاب أيضا تحليلا لبعض الشخصيات الهامة في المشهد السياسي الإيراني مثل الرؤساء السابقين "علي أكبر هاشمي رافسنجاني" و"محمد خاتمي"؛ ويصيغ السياق للتظاهرات التي بدأت في إيران في الثاني عشر من يونيو الماضي، مطالبة بالديمقراطية.
    يرصد الكتاب كذلك الجانب الآخر من الجمهورية الإسلامية، فإيران التي تزعم أنها قائدة العالم الإسلامي، التي تموّل حزب الله وحماس، كارهة إسرائيل، تغض الطرف عن مآسي المسلمين في الشيشان ومسلمي الإيجور في الصين؛ لأنها تقّدر علاقاتها مع كل من روسيا والصين، بالرغم من الشعار الثوري القديم "لا مع الشرق ولا الغرب".
    الكتاب صدر عن دار نشر جامعة أكسفورد بالولايات المتحدة الأمريكية.

Thursday, August 13, 2009

أوبرا عايدة.. ما بين النمسا والقاهرة!

شيماء زاهر

في الوقت نفسه الذي تقوم فيه غالبية المهرجانات ودور الأوبرا بخفض النفقات بسبب الأزمة العالمية، يسير "مهرجان بريجنز للفنون بالنمسا عكس الاتجاه، وفقاً لجريدة التليجراف.
من المعروف أن مهرجان بريجنز أحد المهرجانات الهامة للأوبرا والموسيقى، يقام كل عام بين شهري يوليو وأغسطس. في الثالث والعشرين من يوليو الماضي، افتتح المهرجان بإنتاج جديد لأوبرا "عايدة" تكلف عشرة ملايين جنيه إسترليني؛ المسرح الذي أقيم فيه العرض يسع سبعة آلاف مشاهد، ويقع على بحيرة "كونستناس" Lake Constance التي تصل النمسا بألمانيا وسويسرا.
تاريخياً، تعود أوبرا عايدة إلى عهد الخديوي إسماعيل الذي كلف المؤلف الموسيقي الإيطالي "فيردي" بكتابتها، وتم عرضها في القاهرة عام 1871؛ تدور أوبرا "عايدة" على خلفية الحرب الدائرة بين مصر الفرعونية وأثيوبيا؛ القائد "راداميس" Radames يُكلّف من قبل الملك بقيادة الجيش في حربه مع الأثيوبيين.. ويحب "عايدة" الأميرة الأثيوبية التي تخفي هويتها.. ويقع في صراع فيما بعد بين حبه لها وولائه للملك.. تتعقد الأحداث لأن ابنة الملك المصري "أمنيرس" Amneris تحب "راداميس" الذي لا يبادلها مشاعرها. "فيردي" قسّم الأوبرا إلى أربعة فصول اتّبعت ترتيباً زمنياً؛ بدءاً من تولي "راداميس" قيادة الجيش في الفصل الأول، انتصار "راداميس" على الأثيوبيين في الفصل الثاني، قراره عدم الزواج من ابنة الملك في الفصل الثالث، وهروبه إلى الصحراء مع "عايدة"، والحكم عليه بأن يدفن حياً في حفرة في الفصل الرابع، ليجد "عايدة" قد سبقته إلى الحفرة ليموتا سوياً.
"عايدة فيردي" المعروضة بالنمسا الآن تختلف عن ذلك الترتيب؛ فهي تبدأ بـ"راداميس" و"عايدة"؛ اللذين يتم استخراجهما من المياه، ويُحملان في زورق جنائزي، تمهيداً للنهاية، عندما يُرفع جثمانا المحبين إلى السماء بواسطة أحد الأوناش، يبدو المشهد جليلاً وسط الديكورات شاهقة الارتفاع على المسرح. المياه كانت من الممكن أن تمثل عائقاً لعروض مسرحية أخرى؛ إلا أن تصميم الرقصات البارع -كما وصفته الديلي تليجراف- جذب الانتباه. مهرجان النمسا ينتهي في الثالث والعشرين من أغسطس، ويُعرض خلاله حوالي مائة عرض للأوبرا والموسيقى.

  • إعلان القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر البريطانية
    تعد "مان بوكر" الجائزة الأهم في بريطانيا في مجال الأدب، وتحظى باهتمام من قبل العامة والمتخصصين. فور إعلان القائمة القصيرة المرشحة للفوز بالجائزة، تشهد لندن مناقشات وجدالاً في الأماكن العامة عن سبب ترشيح عمل ما في القائمة القصيرة، واستبعاد أعمال أخرى، وفقاً للنيويورك تايمز.
    في الثامن والعشرين من يوليو الماضي أعلنت القائمة الطويلة للجائزة، اشتملت على ثلاث عشرة رواية تتنافس على القائمة القصيرة التي ستعلن نتيجتها في مؤتمر صحفي في لندن في الثامن من سبتمبر القادم.
    لجنة التحكيم وصفت القائمة الطويلة بأنها الأقوى مقارنة بالسنوات السابقة: مثلاً كوتزي J.M. Coetzee المرشح في القائمة الطويلة عن روايته Summertime كان قد فاز بجائزة البوكر مرتين، مرة عام 1983 عن رواية Life & Times of Michael K ومرة عام 1999 عن رواية Disgrace. كذلك الروائية بيات A.S. Byatt المرشحة برواية The Children's Book كانت قد فازت بجائزة البوكر عام 1990 عن رواية Possession.؛ أربعة كتاب آخرون رشحوا من قبل للقائمة القصيرة؛ ثلاثة كتاب آخرون يكتبون الرواية للمرة الأولى، لجنة الجائزة ذكرت أن الأعمال المرشحة بها تنوع كبير في الأساليب والأفكار؛ مما يجعلها مزيجاً أدبياً غنياً.
    جائزة مان بوكر بدأت عام 1969، وتُمنح كل عام لرواية مكتوبة باللغة الإنجليزية، تبلغ قيمتها خمسين ألف جنيه إسترليني.

Thursday, August 6, 2009

مهرجان إدنبرة... من الفأر جروفلو حتى بيكاسو!


    شيماء زاهر

  • تستعد إدنبرة عاصمة أسكتلندا، لأكبر مهرجان دولي للفنون في الفترة من الرابع عشر من أغسطس وحتى التاسع من سبتمبر المقبل؛ يشتمل المهرجان على عروض عدة في الموسيقى والفن التشكيلي والكتب. الديلي تليجراف نشرت عدة مقالات عن أهم أحداث المهرجان؛ مثلاً في الثلاثين من أغسطس ستقوم الكاتبة الكندية الشهيرة مارجريت آتود Margaret Atwood بالحديث عن روايتها الجديدة "عام الفيضان" The Year of the Flood مع مصاحبة عرض موسيقي. يخصص المهرجان أيضاً جانبا لكتب الأطفال، أهم أحداثها حضور كاتبة الأطفال الأسكتلندية "جوليا دونالدسن" Julia Donaldson مؤلفة قصص "جروفلو"The Gruffalo ، الفأر الذي يتجول في غابة مظلمة.
    في مجال الفن التشكيلي، يقيم المهرجان معارضاً لمجموعة من الفنانين الإنجليز الذين سبق وتم ترشيحهم في جائزة تيرنرTurner Prize المرموقة للفنون، كما أنه من المنتظر في الخامس من أغسطس إقامة معرض للفنانة الأمريكية "إيفا هيسا" Eva Hesse التي اشتهرت باستخدام مواد غير معتادة في أعمالها كالشمع، ولبن الشجر، والقماش الجبني؛ وهو نوع من القماش الرقيق يستخدم للف الجبن. أحد المعارض يحمل اسم "اكتشاف أسبانيا" سيبدأ في بداية المهرجان في الرابع عشر من أغسطس، ويعرض مجموعة من اللوحات لرساميين أسبان؛ أبرزها لوحة بيكاسو "السيدة الباكية" Weeping Woman، التي رسمها عام 1937، وهي لسيدة تحمل ملامح مفككة، تمثل حبيبته في ذلك الوقت. أما العروض المسرحية؛ فتشتمل على فرق من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة. أحد تلك العروض محاكاة ساخرة لكتب هاري بوتر السبعة. في مجال الأوبرا، يقدم المهرجان عرضاً للمخرج الألماني Herbert Wernicke يشتمل على ست مقطوعات لباخ بما يعرف بـ"الكنتاتة"، وهي قصة تنشد على أنغام الموسيقى دون تمثيل. عروض الرقص تشتمل على فرق من أستراليا والمملكة المتحدة، تمزج بين الجمنزيوم والرقص واستخدام الأضواء لخلق تجربة حسية جديدة.


  • ترميم بيت "جون كيتس" الشاعر الإنجليزي الشهير..
    جون كيتس (1795- 1821) هو أحد الشعراء الإنجليز البارزين في المدرسة الرومانسية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أثناء الثورة الصناعية؛ علماً بأن تلك المدرسة جاءت كرد فعل لإخضاع الطبيعة للعلم في عصر التنوير، وركزت على التعبير القوي عن المشاعر؛ خاصة مشاعر الرهبة والخوف التي تثيرها الطبيعة.
    ومؤخراً تم الانتهاء من ترميم منزل الشاعر في هامبستيد Hampstead بإنجلترا بتكلفة تبلغ خمسمائة ألف جنية إسترليني. كيتس كان قد قضي عامين في بيته قبل أن يدفعه مرض السل إلى المناخ المعتدل بروما ليقضي نحبه عن عمر صغير؛ خمس وعشرين عاماً. البيت شهد كتابة أهم قصائد جون كيتس مثل "أغنية لطائر العندليب" Ode to a Nightingale التي كتبها تحت شجرة خوخ بالبيت. البيت شهد أيضاً قصة الحب التي جمعت بين الشاعر وخطيبته "براون" Miss Brawne . يُذكر أن فيلم "برايت ستار" Bright Star يجسد قصة الحب بين كيتس وبراون.
    الفيلم كان قد تم تصويره في بيت آخر نظراً لعدم صلاحية التصوير في بيت الشاعر آنذاك، واكتفت أسرة الفيلم بزيارة البيت لتستوحي منه الديكورات، ولصنع نسخة طبق الأصل من خاتم الخطبة الخاص ببراون. إدارة البيت ذكرت أن البيت بعد ترميمه سيكون موقعاً ملائماً لأي فيلم مستقبلي عن حياة جون كيتس، كما أنها تأمل في مضاعفة أعداد زوار البيت بعد عرض الفيلم خلال الأشهر القادمة.

  • ... أحدث روايات جوزيه ساراماجو!
    الأديب البرتغالي جوزيه ساراماجو الحائز على نوبل في الآداب سيصدر له الترجمة الإنجليزية لروايته El Viaje del Elefante أو The Elephant’s Journey وفقاً لنيويورك تايمز. تدور الرواية في القرن السادس عشر، وتركز على رحلة فيل هندي من مدينة ليسبون البرتغالية؛ وحتى فينيسيا الإيطالية. وقد أعلنت دار نشر "هوتون ميفلين هاركورت" Houghton Mifflin Harcourt أنها قد حصلت على حق نشر الرواية التي سيقوم بترجمتها إلى الإنجليزية Margaret Jull Costa، التي قامت من قبل بترجمة أعمال ساراماجو إلى الإنجليزية. تصدر الرواية خريف 2010؛ وتتشابه مع رواية أخرى صدرت للكاتبة الأمريكية سارة جرون Sara Gruen بعنوان Water for Elephants وتدور أيضاً عن الأفيال. يذكر أن رواية ساراماجو كانت قد صدرت بالبرتغالية في نهاية عام 2008.

Thursday, July 16, 2009

بعد أكثر من أربعين عاما.. عرض لوحات ورسائل فان جوخ


    شيماء زاهر


  • ترك فان جوخ (1853 - 1890) أثراً كبيراً على حركة الفن في القرن العشرين من خلال إسهاماته في تأسيس المدرسة التعبيرية Expressionism؛ التعبيرية ترى في الفن تجسيدا لتجربة شعورية مقابل تجسيد الحقائق المادية في المدارس الفنية السابقة.
    كان آخر معرض أقيم في بريطانيا للرسام الشهير عام 1968، من أكثر من أربعين عاما، حضره ما يزيد عن مائة وخمسين ألف شخص. ومؤخرا أعلنت الأكاديمية الملكية للفن ببريطانيا القيام بمعرض للوحات ورسائل فان جوخ في الثالث والعشرين من يناير وحتى الثامن عشر من إبريل القادمين؛ يشتمل المعرض على خمس وستين لوحة، ثلاثين رسمة، وتسعمائة رسالة، تتنوع بين ما كتبه فان جوخ لأخيه عن رسوماته، وما كتبه لصديقه الرسام الفرنسي بول جوجان Paul Gauguin. يهدف عرض الرسائل إلى تصحيح الأكذوبة عن فان جوخ بكونه "سطحي التفكير وغير مكترث" وفقا لجريدة التيليجراف. فهي تكشف عن الطريقة التي فكر بها فان خوج في فنه؛ فبرغم قدرته على العمل بسرعة وكثافة، هناك مساحة كبيرة للتأمل تكشف عنها الرسائل. متحف فان جوخ بأمستردام هو الذي سيمد قاعة الفن الملكي ببريطانيا برسائل فان جوخ بالإضافة إلى اثنتي عشرة لوحة.

  • إعلان نتيجة جائزة "جميل" للفن الإسلامي في بريطانيا
    جائزة "جميل" هي جائزة دولية جديدة للفن الإسلامي، تمنح ببريطانيا لأعمال مستقاة من الفن الإسلامي من جهة التصميم والحرفة. تبلغ قيمة الجائزة خمسة وعشرين ألف دولار بتمويل من رجل الأعمال السعودي الشهير "عبد اللطيف جميل". وتقام المسابقة كل عامين.
    في السابع من يوليو الحالي أعلن فوز الرسام الإيراني "آرفوز أميجي" Afruz Amighi بالجائزة عن لوحته "ألف وواحد صفحة"1001 Pages. لجنة التحكيم ذكرت أن الرسام أبدع شيئا جديدا، يفوق الحرفة؛ اللوحة مدهشة وتمتاز بالعمق والجمال، وفقا للجارديان البريطانية.
    يذكر أنه في صيف عام 2008 كانت قد أعلنت لجنة "القائمة القصيرة" التي اشتملت على تسع لوحات لرسامين من تركيا وإيران والمغرب من بين مائة عمل تم ترشيحه للجائزة. اللوحات التسعة -من ضمنهم اللوحة الفائزة- سيتم عرضهم في متحف "فيكتوريا وألبرت"Victoria and Albert في صالة عرض "جميل" للفن الإسلامي. الصالة كانت قد افتتحت للجمهور في يوليو 2006، علماً بأنه سيستمر عرض اللوحات بها حتى الثالث عشر من سبتمبر 2009...
  • غياب موقع إلكتروني لمصر في بينالي فينيسا!

تشهد مدينة فينيسيا بإيطاليا حتى الثاني والعشرين من نوفمبر مهرجانا للفن الشكيلي والمعمار. تشترك به خمس وسبعون دولة بأجنحة خاصة بها. ويشتمل المهرجان على إسهامات من دول عربية مثل المغرب وسوريا والإمارات والسعودية، ومصر التي تشارك بأعمال للمصور د.عادل السيوي والنحّات أحمد عسقلاني. يذكر أنه في بينيالي 2007 كانت مصر قد شاركت بجناح لها، بالإضافة إلى إنشاء موقع إلكتروني لعرض إسهاماتها في البينالي كما هو متبع، إلا أنه لأسباب غير معلومة لم تقم مصر في بينالي 2009 بإنشاء موقع إلكتروني لها وهو ما أضعف المشاركة المصرية. فلسطين والسعودية والإمارات قامت كل منهم بإنشاء مواقع خاصة بها يمكنك من خلالها مشاهدة الأعمال المعروضة.
بينالي فينيسا الذي يقام كل عامين يرجع إلى عام 1895 وكان في ذلك الوقت معرضا دوليا للفن. في عام 1930 استقلت الهيئة المنظمة له لتعدّ مهرجانات في السينما والموسيقى والمسرح على سنوات متفرقة. توقف في عام 1968 بسبب بعض الأحداث السياسية التي مرت بها إيطاليا. وعاد من جديد عام 1975. ومنذ عام 1989، أصبح أحد المهرجانات الفنية على المستوى الدولي، للتعرف على مشاركات الدول المختلفة من بينها فلسطين والسعودية والإمارات يمكنك الذهاب إلى الرابط التالي:
http://universes-in-universe.org/eng/bien/venice_biennale/2009/tour


  • لوحات في أوقات الحرب.. ببيروت!
    الحرب الأهلية امتدت في لبنان طوال ستة عشر عاما، بدأت في عام 1975 وانتهت عام 1991. لذا ففي الرابع عشر من يوليو الحالي يقام في مركز بيروت للفن معرضا بعنوان "الطريق إلى السلام: لوحات في أوقات الحرب، 1975 - 1991". يُذكر أن مركز بيروت للفن كان قد أنشئ في عام 2005 وأصبح مؤخرا أحد العلامات الثقافية البارزة لأهل البلد والسائحين، كما جاء بالنيويورك تايمز. المعرض المقام حاليا يشتمل على أعمال لعشرين فنانا لبنانيا. غالبية هذه الأعمال لم تُعرض من قبل، وتعكس طموح مركز بيروت للفن في أن يلعب دورا ثقافيا هاما في لبنان آمنة معاصرة. عنوان المعرض يأتي من سلسلة من اللوحات المطبوعة للفنان "عارف ريّس" Aref Rayess صوّر فيها الناجين من الحرب الأهلية اللبنانية. شبح الموت يظهر واضحا في اللوحات المعروضة، ويطغى عليها اللون القرمزي كتلك اللوحة التي يبدو فيها واضحا الذعر على الوجوه. بالإضافة للوحات، هناك أربعة تماثيل خشبية ينقسم كل منها إلى نصفين متماثلين؛ ترمز إلى حلم الفنان بإذابة الأجزاء التي دمّرتها الحرب في شرق وغرب لبنان وجعلهما كيانا واحدا.

  • في بريطانيا.. رسومات ناجي العليّ الكاملة
    أصدرت دار نشر فيرسو Verso ببريطانيا كتابا يحتوي على الرسومات الكاملة لرسام الكاريكاتير الشهير ناجي العليّ. العليّ برع في خلق شخصية "حنظلة" حافي القدمين بملابس قديمة، الذي يمر بمشاهد من الفقر والعنف وعدم المساواة. انتقد العليّ من خلاله الكبت السياسي في الأنظمة العربية وطمع الغرب في البترول، ورغبة إسرائيل في إنكار أي وجود للفلسطينيين، كما ذكرت المورننج ستار. حنظلة يبلغ من العمر أحد عشر عاما، نفس العمر الذي اضطر فيه ناجي العلي للهروب من قريته في الجليل عام 1948، خلال الحرب التي تسببت في قيام دولة إسرائيل.
    يبدأ الكتاب برسمة لحنظلة يحملق في شبكة من الأسلاك الشائكة تتدلى منها مفاتيح. محتجز في معسكر للاجئين، يحلم حنظلة بالبيوت التي من الممكن أن تفتحها تلك المفاتيح (بلد كاملة من بيوت بيضاء ناعمة تبدو على الفور كسحاب يطفو، قادرة على تخطي الحدود، تمكث أينما أرادت). في خياله، تتحرك سفينة داخل بحر مظلم، إلا أن السمك بالأسفل يأخذ شكلا إنسانيا يرجع بالسفينة إلى الشاطئ مرة أخرى. تضيف المورننج ستار إن استخدام العلي لمظاهر الطبيعة يعطي إحساسا حقيقيا بالبهجة. (الشعور بأن باب السجن سيفتح، ولو للحظة). يذكر أنه منذ سن الحادية عشرة عاش ناجي العلي في معسكر "عين الحلوة" للاجئين بجنوب لبنان، وانتقل بعد ذلك للعيش في الكويت ولندن، محطته الأخيرة التي لقي فيها مصرعه على يد مجهول عام 1987

Thursday, July 9, 2009

الجائزة الأهم في بريطانيا.. للحوت!

شيماء زاهر
"الحوت طالما أمدّ الإنسان باحتياجات مذهلة؛ في الستينيات من القرن الماضي دخل زيت الحوت في صناعة الآيس كريم، والصابون وزيت الفرامل للعربات، والمشمّع والسمن الصناعي.. من كبد الحوت استخرج فيتامين ألف. مضارب التنس صنعت من حشايا الحوت وطعام القطط من لحم الحوت. خلال القرن التاسع عشر، ارتدت السيدات مشدّات للصدر من عظام الحوت، لتأخذ أثداؤهن أشكالا غير طبيعية. في ذات الوقت أضاء زيت القناديل البيوت.. كان العنبر ذو الرائحة النفاذة للأمراء، أو المحبين لإغواء الفتيات، بينما من عاج الحوت -الأسنان- صنعت أصابع البيانو".
بهذه الفقرة يفتتح الناقد "بي ويلسن" Bee Wilson عرض كتاب "عملاق الماء أو الحوت" Leviathan, or The Whale للكاتب فيليب هور Philip Hoare في جريدة التايمز البريطانية، وهو الحاصل على جائزة صامويل جونسون للكتابات غير الأدبية، الجائزة الأهم في بريطانيا في هذا المجال.
يقول بي ويلسن في عرضه للكتاب إنه منذ وقت يونس (عليه السلام) وبقائه ببطن الحوت ثلاثة أيام، مثّل الحوت للإنسان "أسطورة تدفع الخيال".. ويسجل فيليب هور ولعه بالحوت منذ أن رآه كمجسم في متحف لندن للتاريخ الطبيعي ورؤيته له عندما كبر.. هنا مثلا يحكي فيليب هور عن الحوت:
"رأيت رجالاً بكوا حين رأوا الحوت للمرة الأولى، لا شيء آخر يمثل الحياة بهذا الكبر، رؤية حوت ليس مثل رؤية عصفور على شجرة في مدينة، أو قطة تعبر الطريق. ولا حتى كرؤية زراف يتلكأ في مرج إفريقي، الحيتان تفوق المعتاد، هم ليسوا حيوانات بقدر ما هم ينتمون للجغرافيا.. إن لم تتحرك الحيتان من الصعب أن تصدق بأنها كانت حية على الإطلاق".
يتداعى السرد ويحكي فيليب هور عن أشياء أخرى تتعلق به: طلق الولادة الذي شعرت به أمه عندما كانت في رحلة في غواصة بالبحر.. رعبه من السباحة حتى سن الخامسة والعشرين، وإعجابه آنذاك بعالم البحر وما به من كائنات.. "كأنما كنت أتحدى مخاوفي"، يضيف "هور" في حديث إذاعي له على موقع الجارديان.
يصف "هور" العلاقة التاريخية بين الإنسان والحوت: "في الماضي كنا نعتمد على الحيتان، والدتي ووالدتك كانتا تضعان مستحضرات تجميل من مركبات الحوت.. صيد الحيتان كحرفة ظل مسموحا به في أوروبا حتى عام 1986.. سريعا تحوّلنا من حضارة تصطاد الحيتان إلى أخرى تشاهد الحيتان.. هذا المفهوم، إن تاريخ البشر وتاريخ الطبيعة يتقابلان، هو ما يُقوي السرد في رأيي" يتحدث الكاتب في ذات الحوار بالجارديان.
الفقرة التالية مثلا تدلل على كلام "هور" أن تاريخ الطبيعة والبشر يتقابلان:
"الحيتان وُجدت قبل الإنسان، إلا أننا عرفنا عنها منذ جيلين أو ثلاثة. فحتى مع اختراع التصوير المائي، لم نعرف كيف كان شكلها.. فقط عندما رأينا الأرض من السفن الفضائية قمنا بتصوير أول حوت في بيئته الطبيعية.. الفيلم الأول عن "العنبر" (أحد أنواع الحيتان) على شواطئ سريلانكا، لم يتم تصويره حتى عام 1984. لقد عرفنا كيف بدا العالم قبل أن نعرف كيف بدت الحيتان. حتى الآن، هناك الحوت ذو المنقار، نعرفه فقط حين يجرف البحر عظامه على الشواطئ البعيدة.. تلك الحيوانات الخفية في قاع البحر، تحمل علامات غريبة، لم يرها العلماء مطلقا، حية كانت أم ميتة، ولم تدرس بالقدر الكافي حتى أنها تصنف "بيانات ناقصة".. من الأجدر بنا أن نتذكر أن حيوانات العالم أكبر منا، لم يحن الوقت بعد لنراها.. ليس كل شيء مصنف، وله لقب، وأرقام.. في المحيطات حيتان كبيرة تسبح لم يسمّها الإنسان بعد".
الفقرة السابقة تربط إذن بين تطور الأقمار الصناعية ومعرفة الإنسان للحوت عن قرب للمرة الأولى؛ الكتاب يحكي أيضا عن الأدب، تحديدا رواية "موبي ديك" Moby-Dick هنا نذكر شيئا عنها.
كتب رواية "موبي ديك" Moby-Dick الكاتب الأمريكي هيرمان ملفيل Herman Melville ، في القرن التاسع عشر تحديدا في عام 1851؛ وتحكي عن بحار يُدعى "إسماعيل" Ishmael تبتر ساقه وتحطم مركبه بواسطة حوت أبيض كبير يعرف باسم "موبي ديك"، ويسعى "إسماعيل" للثأر لنفسه من الحوت. وإذا كان في "موبي ديك" لا يخرج الحوت عن كونه حيوانا مفترسا؛ فإن فيليب هور يضفي صفات إنسانية على الحوت.. يقول مثلا إنه عندما رأي الحيتان في المحيط الأطلسي، شعر بأنهم "يحكمون عليّ. يعرفون من أنا. حتى لو لم أستطع فهمهم، أحسست أنني جسد على خريطة رباعية الأبعاد، يفحصونني بالحواس الستة".
في مواضع أخرى يصف "هور" الحوت بشاعرية؛ فهو "كالسحاب"؛ "عملاق حي محير كلغز"؛ و"بلاد بها مجتمعات كالكواكب".
هذه المبالغة في الوصف هي الانتقاد الذي وجهه الناقد "بي ولسن" للكاتب في نفس المقال بالتايمز:
"يقول فيليب هور: إن الحوت قُدّر له أن يشارك الإنسان نفس الهواء، ويخسر حياته في محاولة الإبقاء عليها، في موقف صعب كأي فيلسوف تحيره ظروف الإنسان" أتساءل هنا إن كان بإمكاننا أن نقول نفس الشيء على أي حيوان آخر، ليكن الفأر مثلا"!
ولع الكاتب بالموضوع الذي يتناوله، السرد الحالم، وقدرة الكاتب على إشراك القارئ معه هي أسباب اختيار "هور" للجائزة، وفقا لما ذكرته لجنة التحكيم على موقع الجائزة على الإنترنت.
لـ"فيليب هور" البالغ من العمر واحدا وخمسين عاما عدة كتب في مجال السيرة الذاتية مثل كتابه عن أوسكار وايلد Oscar Wilde’s Last Stand. خمس سنوات هي الزمن الذي استغرقه "هور" لكتابة "الحوت" وعشرون ألف جنيه استرليني هي قيمة الجائزة، التي أعلن فوزه بها في التاسع والعشرين من يونيو الماضي.

Thursday, July 2, 2009

جائزة "إمباك دبلن الأدبية".. للحلم الأمريكي المهزوم!

شيماء زاهر
ذهبت جائزة "إمباك دبلن الدولية الأدبية" للكاتب الأفرو - أمريكي "مايكل توماس"البالغ من العمر واحد وأربعين عاماً عن روايته "رجل
مهزوم" Man Gone Down وهو العمل الأدبي الأول للكاتب الشاب الذي كان قد حقق نجاحاً ملحوظاً فور صدوره عام 2007، متصدراً أفضل عشرة كتب مبيعاً في قائمة نيويورك تايمز، وبيع منه خمسة وستون ألف نسخة، ويجرى إصدار طبعته الرابعة.
تركّز الرواية على أربعة أيام مأساوية في حياة الراوي (البطل)، أسود البشرة الذي لا يحدد له اسم، يُطلب منه خلالها توفير مبلغ كبير من المال؛ للحفاظ على استقراره الأسري واستقرار حياته. ويذكر الكاتب "مايكل توماس" في نيويورك تايمز أن تشابهاً ظاهرياً يجمعه بالراوي؛ فمثله نشأ في مدينة "بوسطن" الأمريكية، تعثر في الكلية، وهو أيضاً رجل أسود متزوّج من سيدة بيضاء، وله ثلاثة أطفال، تتطابق حروفهم الأولى مع أسماء أطفال الراوي، بل وأفضل أصدقائه رجل أبيض.
من خلال لون الراوي الأسود تطرح الراوية تساؤلاً عن "الحلم الأمريكي" الذي يُعدّ أحد المبادئ التي تقوم عليها الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد بفرص متساوية للجميع. جدير بالذكر هنا أن مصطلح "الحلم الأمريكي" ذُكر للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي عام 1931 في كتاب "ملحمة أمريكا" Epic of America، وعرّفه المؤرخ الأمريكي "جيمز تراسلو آدمز" James Truslow Adams"" بأنه الحلم بأرض يمكن لكل رجل وامرأة فيها الوصول إلى المكانة التي يستحقها بغض النظر عن ظروف المولد أو الوضع الاجتماعي. وفي إعلان الاستقلال الأمريكي جاءت الإشارة إلى أن "كل الخلق سواء" وأن للجميع حقوقاً خالصة في "الحياة والحرية والبحث عن السعادة".
وإذا كانت فكرة المساواة هنا تمثّل ركناً أساسياً في المجتمع الأمريكي، فإن الرواية توضّح أن هذا الحلم غير حقيقي؛ حيث يصف الراوي مثلاً القسوة التي عانى منها وهو صغير بسبب لون بشرته، ولا يريد لطفله الوليد نفس المصير:
"ظننت حينما وُلد ابني، أن عينيه ستكونان مغلقتين، لم أعرف أنه كان سينام أم سيصرخ، لكن عينيه ستكونان مغلقتين. لم تكونا كذلك.. كانتا كبيرتين، شكل اللوزة، لون النحاس تماماً مثلي. حدق في.. أعطيته مفصل أصبعي، مضغه، ولايزال يحدق في.. رأى كل شيء عني ندبة الجديري على جبهي، الندبة الغليظة، بجوارها حرق السجائر الثمل الغائب الوعي الذي أحدثه والدي على بطني، الإهانات والألقاب التي تُقذف كالطوب من شباك العربة، أو كدفقات سامة من بين صفوف خزائن اللاعبين العالية، كلمات وتهديدات في ذلك الوقت الذي قيلت فيه، لم تُسبب لي جرحاً؛ لأنها لم تكن بالقوة الكافية، أو لأنني ببساطة نسيتها. أحمله الآن، الولد الرفيع بلون شعره الرديء الأسود، وبشرته المعتمة حديثة العهد.. اكتشف أنهم أهالوني الضرب جميعاً، ولايزال يؤلم. طفلي كان صامتاً، أسكته على أية حال -طويل وناعم- وعدته بأنني لن أسمح لهم بأن يفعلوا به ما فعلوا بي؛ سيكون آمناً معي".
يتضح في الفقرة السابقة، كيف يعود الراوي بالزمن من خلال اللحظة الحاضرة خلال الرواية، تتداعى إحباطاته الحالية، وصراعه بألا يعود لإدمان الكحول، مع ذكريات الماضي. في مقال لها بالنيويورك تايمز تصف الناقدة "كايما جلوفر"Kaiama Glover الرواية بـ"المتشائِمة"؛ لكنها تُضيف: "ومضات من الأمل تسري بها، تبقي الراوي مبتهج، بوعد الحب".. وتدلل "كايما جلوفر" على كلامها بجزء من الرواية، يحكي فيها الراوي عن والدته:
"كان هناك ضوء في تلك الحجرة الصغيرة تحرّك خلالي، أكثر دفئاً من دمي؛ كان بها؛ كان حولنا في كل مكان: الحوض، الطاولة، القائم الممتد؛ بدا وجهها مشعاً من مكان ما لم أميّزه.. الحب لم يكن محدداً إن كان هذا حبها لي، أو حبي لها؛ كأنه كان دوماً هنا، وخلال مشاعرنا المسرفة، شعر به كل منا -بلسم على الجرح..".
الإنسانية التي تبدو في المقاطع السابقة وتحفل بها الرواية وصوت الراوي (البطل) الذي يبعث على المفاجأة، جاءا كأسباب حصول "مايكل توماس" على الجائزة وفقاً لموقع "إمباك دبلن" على الإنترنت، الذي ذكر أن الكاتب استطاع أن يصوّر بغنى شديد مأساة بقاء إنسان في ظل إسطورة الولايات المتحدة الأمريكية، المندمجة، التي لا يمثل لها العرق فارقاً. الرواية أوضحت بشكل يبعد عن استغلال العاطفة أن المستقبل يمكن أن يغلق بلا رحمة في وجة الفئات المهمّشة بسبب العرق أو الظروف الاجتماعية.
اللافت للنظر أن الكاتب "مايكل توماس" أوضح أنه لا يعرف إن كان اختياره للجائزة كان بسبب موهبته وحدها أم إن بواعث أخرى غير أدبية لعبت دوراً!. مشيراً إلى موجة التفاؤل العالمية التي واكبت انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حتى وإن كانت الرواية قد صدرت قبل أن يُصبح أوباما أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية. ويضيف في ذات الحوار لنيويورك تايمز:
"عندما ذهبت إلى إيرلندا هذا الشهر لتسلّم الجائزة، ظل الناس حولي يسألونني.. كل شيء على ما يرام الآن، أليس كذلك؟.. كأنهم يريدون تمرير شيء ما هناك يريدون تصديقه، ثمة حدوتة محببة بأن هذا البلد تشكّل فجأة على هيئة مدينة فاضلة لكل البشر".
يعمل توماس براون حالياً على كتابة سيرة ذاتية يحكي فيها عن أربعة أجيال، لرجال عائلته، بعدها يتّجه لكتابة ثلاث روايات في ذهنه بالفعل. ويؤكد أن فوزه بالجائزة دفعة كبيرة له، فهي ستقلل ضعط البحث عن المال وتُوفّر له بعض الوقت، وسيسدد منها ديونه التي أخذها بالبطاقة الائتمانية.
تلي جائزة إمباك دبلن الأدبية في الأهمية جائزة نوبل، وتبلغ قيمتها مائة ألف يورو أو مائة وثلاثة وثمانين ألف دولار، هو المبلغ الذي حصل عليه مايكل توماس بفوزه بالجائزة في الحادي عشر من يونيو.

Thursday, June 25, 2009

صاحب الغوريلا أنتوني براون.. أميرا للأطفال!

شيماء زاهر
يعد لقب "أمير الأطفال" أحد أهم الجوائز التي تمنح في إنجلترا لرسام أو كاتب أطفال ذي موهبة خاصة؛ وفي التاسع من شهر يونيو الحالي، حصل كاتب الأطفال والرسام أنتوني براون على هذا اللقب بعد سلسلة من الجوائز في مجال إبداع الأطفال؛ يهدف هذا المقال إلى التعريف بأنتوني براون وأسباب حصوله على هذا اللقب.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعام واحد ولد أنتوني براون في مقاطعة يوركشاير بإنجلترا، توفي والده في سن صغير نسبيا، السابعة عشرة، وهو الحدث الذي سيبدو أثره واضحا في أعماله كما سيأتي ذكره لاحقا. وفي عام 1967 تخرج أنتوني براون من جامعة ليدز بعد أن درس تصميم الجرافيك.
في حوار له مع الجارديان البريطانية، يذكر أنتوني براون أنه لم يتجه لمجال الكتابة والرسم مباشرة؛ فقد عمل بداية في شيء بعيد تماما عنه، وهو الرسومات الطبية.
وفي هذا يصرّح بقوله: "العمل في مجال الرسومات الطبية أفادني أكثر من السنوات الأربع التي قضيتها في الجامعة؛ كنت أقوم بعمل صعب، وهو حكي العمليات الجراحية، برسومات بدت حقيقية لكنها لم تكن كذلك".
بعد ذلك اتجه أنتوني براون لتصميم الكروت، مما سمح له بتجريب أنماط أخرى وأساليب مغايرة في الرسم، لم تأت الفرصة لتجريبها أثناء دراسته.
في عام 1976، أي بعد تخرجه بتسع سنوات، أصدر أنتوني براون كتابه المصور الأول "خلال المرآة السحرية Through the Magic Mirror تبعه كتابان آخران حققا نجاحا محدودا وهما "تمشية في الحديقة" A Walk in the Park و"صيد الدبة" Bear Hunt إلا أن شهرته ككاتب ورسام جاءت مع كتابه الرابع "الغوريلا" Gorilla الذي استقى فكرته من أحد الكروت التي كان قد صممها.
وكما يدل العنوان فإن البطل الرئيسي هنا "الغوريلا" التي ترتبط بطفلة وحيدة يغيب عنها والدها؛ حيث تذهب لحديقة الحيوان بصحبة لعبتها التي تتحول إلى غوريلا، لتحل مكان الأب الذي تفتقده، وافتقده براون أيضا بموت والده في سن صغير.
الأعمال التالية لبراون جاءت سلسلة من الكتب المصورة عن شمبانزي يدعى "ويلي"، إلا أنه بخلاف كتابه "الغوريلا" الذي يصور فيه براون علاقة غوريلا بطفلة صغيرة، تجيء كتبه التالية في الغالب عن مجتمع من الغوريلا يعيش فيه البطل "ويلي" وحيدا منبوذا لأسباب تختلف كل مرة؛ مرة لأنه نحيف وسط عالم من الغوريلا الأقوياء كما في "ويلي الخذلان" Willy the Wimp، ومرة لأنه لا يستطيع أن يكون بطلا رياضيا كما في "ويلي البطل" Willy the Champ ومرة يتغلب "ويلي" على وحدته بصداقته لشمبانزي كبير كما في "ويلي وهيو" Willy and Hugh أو يغوص "ويلي" في أحلامه بأن يكون نجما سينمائياً وملاكما وكاتبا ذائع الصيت كما في "ويلي الحالم" Willy the Dreamer.
أنتوني براون يرى في الغوريلا أبعد من حيوان ضخم؛ فهو كما ذكر في الجارديان معجب بالغوريلا لما تمثله من تناقض: القوة الرهيبة والدعة في آن واحد؛ كيف نراها نحن كائنا مفترسا بينما في واقع الأمر هي ليست كذلك.
وإذا كانت هذه رؤيته للغوريلا بصفة عامة، فإنه قد صاغ شخصية "ويلي" الشمبانزي اعتمادا على جانب من طفولته كما جاء في حوار له على موقع جامعة ويسكونسن ماديسون:
"تعتمد شخصية ويلي –إلى حد ما- على طفولتي؛ فقد كان لي أخ يكبرني بعامين، وكنت على الدوام في محاولات لكي أكون ناجحا مثله في لعب الكرة وتسلق الأشجار والرسم؛ وبدا لي أني لن أنجح أبدا.. "ويلي" هو شمبانزي يعيش وسط غوريلا أكثر منه قوة وأهمية؛ ولهذا السبب يتوحد الأطفال معه؛ لأن حياتهم يهيمن عليها آباؤهم والمدرسون ورجال الشرطة والسياسة.. ويبدو لي أن بعض البالغين يمرون بنفس تلك المشاعر".
ويبدو تأثر أنتوني براون بطفولته في كتاب مصور آخر بعنوان "أبي" My Dad، والذي قام براون بكتابته بعد أن عثر على "روب" والده الذي كان لا يزال يحمل رائحته.
في كل تلك الأعمال، يمثل الخيال عنصرا أساسيا للحكي؛ فرسومات براون يغلب عليها الطابع السريالي.
ولعله من المهم هنا أن نذكر شيئا عن السريالية، وهي الحركة الفنية التي ظهرت في عشرينيات القرن الماضي على يد سيلفادور دالي وهنري روسو وآخرين وتعمد إلى كل ما هو غير منطقي. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وما خلفته من دمار، اتجهت السريالية إلى الأحلام، باعتبارها عالما جميلا غير منطقي؛ ففي الأحلام، تكتسب الأشياء المعتادة معاني جديدة غير معتادة.
وإذا كان أنتوني براون تأثر بالرسامين السريالين فإنه يرى أن السريالية ترتبط خاصة بالأطفال، لأنها تدعو إلى رؤية الأشياء من زاوية جديدة، والأطفال دائما قادرون على هذا، على العكس مما نتصور عنهم.
فإذا ما نظرنا مثلا إلى رسومات أنتوني براون نجد أنها تتعلق بعالمين يتم تبادل مفرداتهما؛ في قصة "الغوريلا" مثلا تقف "الغوريلا" أمام الطفلة "حنة" وهي ترتدي "قبعة" و"بابيون"؛ وفي "ويلي الحالم" يقف شمبانزي كبير يحمل في يده اليسرى موزة كبيرة، ويصطف وسط الصورة مجموعة من الشمبانزي يرتدون ملابس تعبر فيما يبدو عن أحلام "ويلي": الشمبانزي بملابس تشبه لاعبي السيرك، وفي نهاية ذيله موزة؛ الشمبانزي في زي المحاربين القدامى، والشمبانزي المتأنق الذي يضع في قبعته الزهور؛ وفي رسمة أخرى يبدو التأثير السريالي واضحا في تصوير الشمبانزي مرة على هيئة بيضة ومرة على هيئة قط، ومرة أخرى كفتاة ترتدي فستاناً وتحمل نعامة، مع وضوح اللون الأصفر على الصورة وبعض الأنماط الأخرى مثل شكل الموزة التي يمكن تمييزها بعد قليل من التأمل.
هذه الغرابة- إن جاز التعبير- المستقاة من الفن السريالي هي ما يميز رسومات براون، وفقا لما ذكرته اللجنة التي منحت أنتوني براون لقب "أمير الأطفال".
أنتوني براون ذكر أنه سيستغل لقب "أمير الأطفال" للعامين القادمين للتركيز على أهمية الكتب المصورة وقراءة كل من الكلمات والصور؛ فبراون يرى أن الكتب المصورة تصلح لجميع الأعمار، وليست كتبا يمكنك تركها إذا ما كبرت. فالكتب المصورة الجيدة تترك مساحة بين الكلمات والصور، يملؤها خيال القارئ، وهو ما يضيف الكثير لمتعة القراءة.