Thursday, June 3, 2010

إصدارات أجنبية: سير ذاتية



إصدارات أجنبية: سير ذاتيه
الثقافة الجديدة العدد 238 - يونيو
2010
  • "موريل سبارك"...الله ...الرواي

صدرت عن دار نشر "نورتون" بالولايات المتحدة الأمريكية
كتابا
لـ"مارتن ستانرد"Martin Stannard عن سيرة الكاتبة البريطانية "موريل سبارك"
Muriel Spark، إحدى أهم الكاتبات الإنجليز في القرن العشرين. ولدت "سبارك" عام 1918 في إدنبره وتوفت عام 2006 تاركة اثنتى وعشرين رواية و قصصا قصيرة وأشعار وكتبا نقدية. في عام 1992، أصدرت "سبارك" سيرة ذاتية تغاضت فيها عن اللحظات الصعبة في
حياتها، مثل علاقاتها المتوترة مع أفراد عائلتها والانهيار العصبي الذي أصابها في الثلاثينات من عمرها، و قصص الحب المحبطة لرجال أحبتهم. من خلال التركيز على تلك الحظات يقدم "مارتن ستانرد" رؤية تفصيلية لحياة ا
لكاتبة التي بدت غامضة. نقطة التحول حدثت في حياة الكاتبة عام 1954 عندما اعتنقت الديانة الكاثولوكية وشرعت في كتابة روايات جعلت لها مكانة أدبية مثل Memento Mori (1959) و
The Girls of Slender Means (1963). يفسر "ستانرد" نقطة التحول في حياة الكاتبه بأن لجوءها إلى الله و الكتابة شيئ واحد: ثمة تشابة بين الله و الرواي؛ فهو يتحكم في مصائر البشر، مثلما يتحكم الرواي في أقدار شخوصه. فالغموض لدى "سباركل" صفة آلهية؛ وهو ما انعكس في أعمالها اللاحقة مثل رواية
The Driver’s Seat
(1970) التي يعتبرها "ستانرد" أهم ما كتبت.


الكاتب الكيني " جوجي وا تيونجو " ...الحلم وقت الحرب

    في السيرة الذاتية "الحلم وقت الحرب: ذكريات الطفولة"، يقدم الكاتب الكيني "جوجي وا تيونجو"Nugugi wa Thiong’o رؤيته كطفل للأحداث التي مر بها في بلده كينيا الواقعة تحت سيطرة الاستعمار البريطاني آنذاك. الكتاب يحيل القارئ إلى عام 1885 عندما قامت قوى أوروبا بتقسيم أفريقيا في مؤتمر برلين؛ إلا إن زمن الأحداث يبدأ مع ميلاد الكاتب عام 1938 وتنتهي مع انتقال الكاتب إلى مرحلة الرجولة في عام 1954 مع بلوغه السادسة عشر. "جوجي وا تيونجو" هو الطفل الخامس في أسرة بها اثنى وعشرين طفلا، وأب متسلط له أكثر من زوجة. الكتاب يزخر بتفاصيل تضعه في تقاطع مع علم الإنسان الاجتماعي بحسب تعبير "الديلي تليجراف"، مثل كيفية تسمية الأسماء في كينيا و درجات الاحترام المختلفة التي على الطفل الالتزام بها تجاه كل زوجة في منزل أبية، و عادات مثل الغناء بجانب المدفأة بالليل وحكاية حكايات. تحتل الحرب خلفية الأحداث، فبجانب المدفأة داعبت خيال الطفل الصغير أسماء سيطرت على الحرب العالمية الثانية مثل "موسيليني" و"هتلر" و "فرانكو" و"ستالين". الكاتب يأخذ القارئ أيضا إلى مرحلة هامة في تاريخ كينيا، فيروي تفاصيل انتفاضة "الماو ماو" التي ناهضت الاستعمار البريطاني، و الصراع على الأرض و الاستقلال والحرية. يتحدث الكاتب كذلك عن حلمه بالتعليم، على الرغم من غرابة الحلم في ذلك الوقت. السيرة الذاتية تطرح تساؤلات عديدة حول أدب ما بعد الاستعمار، وعلى من يلقي الكاتب بالمسؤلية: قوى الاستعمار، أم الهيئات التي حلت مكانها فيما بعد؟ "جوجي وا تيونجو" يعد أحد أهم الكتاب الأفارقة؛ لأعماله صبغة سياسية تسببت في سجنه ، و نفيه خارج بلاده؛ يعمل الآن أستاذا في جامعة "كاليفورنيا" بالولايات المتحدة. الكتاب صدر مترجما إلى الإنجليزية عن "بانثيون بوكس".


    "كيلوباترا"...لم تكن "كيلوباترا".. كتاب جديد!

    في السنة الثلاثين قبل الميلاد توفت "كيلوباترا" السابعة، ملكة مصر،و
    منذ ذلك الحين،ظلت "كليوباترا" في الأعمال الفنية ، في مسرحية شكسبير في الأوبرا و السينما، إيقونة للمرأة المغوية، ولكن هل هي فعلا كذلك؟ في كتاب صدر حديثا عن جامعة "أوكسفورد" يقدم الباحث
    Duane Roller "ديوان رولر"
    سيرة لحياة "كيلوباترا" ، تختلف عن الصورة النمطية لها. على الناحية الشكلية، يقدم الكتاب صورا مختلفة لملامحها كما جاءت في تماثيل وعملات، مما يجعل من صورتها لغزاً. يذهب "رولر" أيضا إلى أن اختيار "كليوباترا" لـ"يوليوس قيصر" و "أنتونيوس"، وهما من تسببا في وضعها في صورة المرأة المغوية التي تقود الرجال إلى مصائرهم، كان بدافع مصالح سياسية. يعتمد الكتاب في رؤيته على مصادر أصلية من العصر "الأغريقي-الروماني"، مثل الأعمال الأدبية و الفنية و كتابات كيلوباترا ذاتها. ترسم تلك المصادر صورة لكيلوباترا كملكة استطاعت إدارة ملكا شاسعا امتد من آسيا الصغرى إلى مصر، وكقائدة بحرية تولت أمر أسطولها وقت الحرب و كباحثة و محبة للفنون. الكتاب مقسم إلى عدة فصول، يحمل جوانبا مختلفة من حياتها: "أجداد كيلوباترا و الخلفية التاريخية"، "كيلوباترا في شبابها و التعليم الذي تلقته" ، "كيلوباترا ملكة" (51- 47 ق.م.) ؛ "تدعيم المملكة" (47- 40 ق.م.) ؛ "العلم والثقافة في بلاط كيلوباترا" . الكتاب أيضا يقف وراء الأسباب التي جعلت مصر في القرن الأول قبل الميلاد مكانا خلابا لدى الرومان و تهديدا لهم في ذات الوقت. "ديوان رولر" هو مؤرخ وعالم آثار، يعمل أستاذا في جامعة "أوهيو" بالولايات المتحدة الأمريكية.

    "فيديل كاسترو".. سيرة ذاتية يرويها آخر!

      يعد "نوربرتو فيونتس" Norberto Fuentes (1943- ) أحد أهم كتاب كوبا، جمعته صداقه قوية بـ"فيديل كاسترو" (1926- )، مما جعله في قلب الأحداث السياسية في بلده. توترت علاقته بـ"كاسترو" بدءا من عام 1989 ، بعدما تم إعدام اثنين من كبار قواد الجيش على إثر جرائم ملفقة؛ حاول "فيونتس" الفرار من كوبا، لكنه اعتقل وظل في السجن حتى خروجه عام 1994؛ بعد أن أضرب عن الطعام وبعد أن توسط كبار الأدباء ، مثل "ماركيز" ، لدى "كاسترو" لتأمين خروجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2004، قام "فيونتس" بكتابة سيرة ذاتية لـ"فيديل كاسترو" باللغة الأسبانية، حققت معدلات قراءة عالية في أوروبا.

      وقد صدرت مؤخرا الترجمة الإنجليزية للسيرة الذاتية لمترجمتها "آنا كوشنر" Anna Kushner ؛ جريدة "النيو يورك تايمز" وصفت الكتاب "بالمذهل الذي يشد القارئ" أما جريدة "سان فرانسيسكو كرونيكل" فشبهت قدرة "فيونتس" على الحكي بـ"من يجيد الكلام دون تحريك الشفتين، مقدما صورة لـ"كاسترو" بالمكابر، المياكفيلي بالطبيعة، شديد السخرية ". الكتاب –الذي يقع في خمسمائة وسبعين صفحة تقريبا- يقدم صورة تفصيلية لكاسترو : علاقاته الجسدية الأولى ؛ ومشاعره الحقيقية تجاه "جي فارا" وفلسفته تجاه القتل و الأرث وأسرار الدولة. في حوار لـ"فيونتس" على الإنترنت ، ذكر أن كتابة السيرة ذاتية كانت تحديا له، على المستوى الوجداني، أن يكوت مكان "كاسترو" ويفكر بطريقته؛ الشيء الأكيد بالنسبة له إن "كاسترو" يتمتع بالذكاء الشديد، فهو شخص استطاع أن يبقى لما يزيد على خمسين عاما ، دخل في حروب لا تعد، وخرج منها منتصرا على الأغلب. لكني روائي ، ولست ناقلا للأفكار، وأريد أن أبقى دائما هكذا، يقول الكاتب.

    Tuesday, May 4, 2010

    إصدارات أجنبية

    الثقافة الجديدة العدد 236 مايو 2010
    Book reviews, first published in El Thakafa El Gedeeda, issue no 36, May 2010
    إنقاذ دارفور..لماذا يُعتبر النزاع في دارفور الحرب الأفريقية المفضلة

    بدأ النزاع في أقليم "دارفور" غرب السودان في عام 2003 على خلفيات عرقية وقبلية ، نتج عنه تشريد ما يزيد على ثلاثين ألف شخص بحسب تقرير الأمم المتحدة. وقد قامت العديد من الجهات الغربية بإقامة حملات إغاثة لإنقاذ دارفور، تم طردها في مارس 2009 بعد أن أيدت قرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير.


    في كتاب صدر حديثا بعنوان "إنقاذ دارفور..لماذا يُعتبر النزاع في دارفور الحرب الأفريقية المفضلة؟" يقدم مراسل جريدة التايمز "روب كريلي" Rob Crillyرؤية عن النزاع في دارفور، تختلف عن الصورة النمطية التي صدرتها جماعات الإغاثة، باعتبار الحرب القائمة إبادة جماعية يقوم بها العرب ضد الأفارقة السود. يلتقي الكاتب بالعديد من الضحايا و الأطراف المتنازعه، يقدمون جميعا جوانب من الموقف المتشابك في دارفور. ينتقد الكتاب حملات الإغاثة، على سبيل المثال في يوم دارفور الذي أقيم في عام 2008 قام مشاهير ونشطاء حقوقيين بتحطيم لعب أطفال ترمز إلى معاناة أطفال دارفور، وهو الحدث الذي استوحى منه "كريلي" عنوان الكتاب الساخر! يخلص الكتاب إلى أن حملات الأغاثة الدولية كان لها تأثيرا سلبيا على النزاع لأنها روجت للتدخل العسكري كالحل الأمثل لإنهاء الصراع وهو ما أدى إلى تقليص فرص الوصول للسلام بين الأطراف المتنازعة و زاد في معاناة مواطني دارفور.



    · غروب العمارنة...عودة الدين القديم!

    . صدر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة كتاب جديد للباحث الإنجليزي "آيدان دودسون" Aidan Dodson بعنوان "غروب العمارنة: نفرتيتي ، توت عنخ أمون، آي، حورمحب وحركة الإصلاح المصرية المضادة". يتناول الكتاب الثورة الدينية التي قامت في عهد أخناتون في القرن الرابع عشر قبل الميلاد و يبدأ بأزهى فترة في عهد أخناتون، عندما كان في عامه الثاني عشر، ثم يسرد الانحدار الذي تمثل في موت المساندين لأخناتون، و كيف حاول أخناتون نجاح ثورتة الدينية بالتحالف مع حكام آخرين، وهجومه الشديد على الإله "آمون". يستعرض بعدها الكاتب أحداث العقود الخمس التالية التي شهدت إضمحلال الأسرة المالكة، وما نتج عنها من محاولة وضع ملك أجنبي على عرش مصر و تولي ثلاث رجال من الجيش شئون مصر لفترات متعاقبة. يصل الكتاب إلى أن والدة "أخناتون" ما هي إلا زوجته "نيفرتيتي" وإنها كانت تشاركه الحكم وبالتالي فهي فاعل رئيسي في العودة للدين القديم، و إجهاض الثورة الدينية التي أقامها "أخناتون"، قبل إختفائها الغامض. "آيدان دودسون" باحث في جامعة "بريستول" بإنجلترا ، يقوم بتدريس علم المصريات، وله أحد عشر كتابا ومايزيد على مائتي مقال.





    · على أرض المؤمنين..رحلة إلى قلب الكنيسة الإنجيلية!


    هل من الممكن وجود أرض مشتركة بين المتدينين و العلمانيين؟ هذا السؤال يجيب عنه كتاب "أرض المؤمنين...رحلة مذهلة إلى قلب الكنيسة الإنجيلية" للباحثة ذي الأصول اليهودية "جينا ويلش" Gina Welch .تذهب "ويلش" لكنيسة "جيري فالويل" أحد أشهر الدعاة الأمريكين دون أن تعلن عن هويتها، تتعرف هناك على العديد من المسيحين المتدينين ، تسافر معهم أيضا في رحلة إلى "ألسكا" لدعوة مائة شخص للدين المسيحي. في موقع الكاتبة على الإنترنت بررت عدم الكشف عن هويتها بأنها أرادت فهم المتدنين كما هم، الأمر الذي أثار ردود فعل متبيانة. فبينما أشاد البعض بالكتاب الذي يدعو الغرب العلماني لفهم الآخر المتدين، تلقى الكتاب انتقادات لأن إخفاء الباحثة هويتها كان غير أخلاقي. كما أنها بإخفائها هويتها فقدت فرصة الحديث عن موضوعات مثل الإجهاض و المثلية الجنسية و نظرية التطور و دور الحكومة في مساعدة الفقراء، بحسب ما جاء في عرض للكتاب في "شيكاغو تريبيون". الكتاب صدر عن دار نشر "متروبلويتان" بالولايات المتحدة الأمريكية.

    · الغسق..رواية مصورة!

    "الغسق" سلسلة من الروايات للكاتبة الأمريكية "ستيفن ماير" Stephenie Meyer، صدرت الرواية الأولى عام 2005، تلتها "القمر الجديد" 2006، "الكسوف" 2007، و "الفجر" 2008. تدور الروايات عن قصة حب بين الفتاة "بيلا" ومصاص الدماء "إدوارد كالين". حققت الروايات شهرة واسعة: بيع منها أكثر من ثمانين مليون نسخة، وترجمت إلى لغات عديدة، وتحولت إلى أفلام سينمائية. وقد صدر حديثا الجزء الأول من الرواية المصورة "الغسق" للرسام الكوري "يونج كيم". في حوار له ذكر "كيم" أنه من الصعب تصوير النص لأنه قد يحمل تفسيرات متعددة لكنه التزم بالوصف الذي جاء في النص وملاحظات "ماير" التي تابعت عمله. صدر من الرواية ما يزيد على ثلاثمائة ألف نسخة، وهو ما يُعد أكبر إصدار للروايات المصورة في الولايات المتحدة الأمريكية.



    · "عام الفيضان" ...أدب تأملي


    .في رواية "عام الفيضان" تقدم الكاتبة الكندية "مارجريت أتود" Margaret Atwood رؤية للمستقبل القريب حيث يهلك وباء رهيب البشرية. الرواية تسجل استخدام العلم بطريقة مفرطة: هناك أطعمة أشبه بكوابيس، وعمليات تجميل تتسم بالغرابة. شخوص الرواية أيضا يتصلون بشكل ما مع النحل، الذي يكتسب بعدا رمزيا، فالاتصال بين النحل والآدميين إيمان قديم، تراث شعبي، يسبق معرفة سكر القصب، والبنجر؛ لأنه قبل ذلك كان النحل وسيلة التحلية بالعسل، ومصدر إضاءة ، بحسب ما ذكرته الكاتبة في حوار لها. وراء الرواية اهتمام قوي بالبيئة، فبطلتي الرواية "توبي" و "دين" ينضمون إلى "حزب الخضر" الذي يحاول إنقاذ البشرية من الفساد. تتشابة "عام الفيضان" مع رواية سابقة لآتود بعنوان "أوركس و كريك": فكلاهما يدور عن هلاك يصيب البشرية في نفس الفترة الزمنية. ترفض آتود أن تصف ما تكتبه بأنه خيال علمي، وتفضل أن تطلق عليه "أدبا تأمليا". صدرت الرواية عن دار نشر "بلومزبري" بالمملكة المتحدة.




    Sunday, April 18, 2010

    إصدارات أجنبية : الثقافة الجديدة 1

    إصدارات أجنبية
    الثقافة الجديدة العدد 235 - إبريل 2010

    Book reviews, first published in El Thakafa El Gedeeda, issue no 35, April 2010


    إدوارد سعيد ... أوركسترا خارج الحدود!


    صدر عن دار نشر فيرسو كتاب "أوركسترا خارج الحدود لمؤلفته "إلينا شيا" Elena Cheah وهي عازفة التشيلو في "أوركسترا ديوان" التي أقامها المفكر الفلسطسيني الراحل إدوارد سعيد عشر سنوات مضت مع الموسيقار الإسرائيلي "دانيال بارينبويم" Barenboim Daniel. تتكون الفرقة من عازفين من إسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان و الأردن، وبعض الموسيقين المحترفين مثل مؤلفة الكتاب. "إلينا شيا" التحقت بالأوركسترا عام 2006 و أصدرت هذا الكتاب الذي يحتوي على مجموعة من الحوارات للشباب من موسيقي الفرقة. يكشف الكتاب كيف كان لكل عضو في الأوركسترا أفكار مسبقة عن "الآخر" لكن مع الوقت، بدأت أفكارهم تتغير خلال العمل في الأوركسترا. الأوركسترا أيضا لا تقدم بروفات وتناقش قضايا موسيقية، ولكنها أيضا تنظم منظارات حول الصراع في الشرق الأوسط ، تدعو من خلالها الشخصيات البارزة لإلقاء المحاضرات. في الأوركسترا، يواجه المشاركون أسئلة ساخنة وحقائق ووجهات نظر للمرة الأولى في حياتهم و يشعرون مع الوقت بأنهم يكونون صداقات كان من المستحيل إقامتها في بلادهم. الموسيقار "دانيال بارينبويم" قام بكتابة مقدمة الكتاب ذكر فيها: "الأوركسترا بالطبع غير قادرة على تحقيق السلام في الشرق الأوسط؛ نحن موسيقيون ولسنا رجال سياسة؛ لكننا أردنا إيجاد حل إنساني في ظل غياب حل سياسي
    ".

    حياتي مع طالبان

    "حياتي مع طالبان" هو سيرة ذاتية "لعبد السلام زائف"، أحد الأعضاء البارزين في جماعة طالبان، وفاعل رئيسي سابق في شئون الجماعة. الكتاب مترجم إلى الإنجليزية من الباشتو – اللغة الإيرانية التي ينطق بها في أفغانستان؛ قام بترجمته باحثين مقيمين في مقاطعة "كندهار" بأفغنستان. من خلال السيرة الذاتية، يكشف زائف حقائق عن حركة طالبان. في عام 1983- بعد الغزو السوفيتي لأفغنستان- أصبح "زائف" أحد المجاهدين الأفغان، بينهم رئيس جماعة طالبان الحالي "الملة محمد عمر"؛ وبعد انتهاء الحرب كون مجموعة من المجاهدين شكلوا جماعة طالبان التي استولت على السلطة في أفغانستان في عام 1994. يتناول الكتاب أيضا أزمة الحادي عشر من سبتمبر، التي كان فيها "زائف" يعمل سفيرا لدى باكستان؛ في عام 2002، وضعت القوات الأمريكية "زائف" في سجن "جوانتينامو" ، قضي هناك أربع سنوات ونصف ، لكنه خرج دون محاكمة. بحسب الديلي تليجراف، الكتاب مهم لرجال السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية ولندن وكابول؛ فهو يفسر الأسباب وراء وجود طالبان؛ لكنه في ذات الوقت، لا يعطي أملا في انتهاء الحرب في أفغانستان.

    · حقيقة الله...ماذا يعني الدين؟
    في كتاب "كارين آرمسترونج" الأخير" حقيقة الله..ماذا يعني الدين؟" تطرح مفهومها تجاه الدين باعتباره ممارسة وتجربة روحية. تستعرض الكاتبة تاريخ الممارسات الدينية المختلفة، لتصل إلى أن جميع الأديان مع اختلافها استخدمت نفس الأدوات من طقوس و تأمل و وحركات راقصة؛ تذهب أرمسترونج إلى أن الدين ممارسة مثل الفن و الموسيقى؛ فأنت تخرج من معرض للصور أو حفل موسيقي، في حالة من السمو و الهدوء؛ تطن إنك أصبحت شخصا أفضل، على الرغم من أن ذلك التغير قد لا يلحظه أحد. الدين في وجهة نظر أرمسترونج تجربة روحية أبلغ حالات التعبير عنها هو الصمت؛ فاللغة والمنطق يعجزان عن التعبير عنها. تستخدم "أرمسترونج" هذا المنطق لتفند آراء الملحدين في الغرب مثل "داوكينز" و "هيتشينز"؛ فمع الانتصارات العلمية في القرن السابع عشر توقف الدين عن كونه ممارسة وأصبح نظرية – خاصة ما يطلق عليه "المهندس الإلهي"؛ وهو ما تعتبره أرمسترونج تحريفا لأي شيء ذات قيمة في الممارسة الدينية؛ فالدين الحقيقي بعيد عن اكتشاف الملحدين لأن جوهر الدين هو الممارسة الروحية دون فلسفتها و إخضاعها للنظريات. الكتاب صدر عدة شهور مضت عن دار نشر "بودلي هيد" Bodley Head . يذكر أن لكارين أرمسترونج ما يزيد عن العشرين كتاب عن الأديان منها "خلال الممر الضيق" و "تاريخ الله" و "محمد".


    !رسومات على الحائط في غزة


    صدر عن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة كتاب للمصورة الصحفية، السويسرية "مايا جروندال" Mia Grondahl، يحمل أسم " رسومات الحائط في غزة: رسائل الحب و السياسة"؛ يشتمل الكتاب على سجل برسومات و كتابات الحوائط في غزة طيلة سبع سنوات. اكتسب الرسم على الحائط أهمية في غزة منذ عام 1987؛ فخلال الانتفاضة الأولى؛ لم يكن هناك تلفزيون أو إذاعة أو صحافة؛ لذا رسومات الحائط شكلت وسيلة اتصال هامة. تسجل "جروندال" في الكتاب جوانب من الحياة في غزة: فعلى الحوائط تجد شعارات سياسية و احتفالات بالزواج و رثاء لضحايا الاشتباكات، و أمل دائم في الحرية و السلام. الكتاب يجسد رؤية غير متوقعة للحياة في غزة يمتزج فيها الأسى مع الفرح. المصورة الصحفية "مايا جروندال" ولدت عام 1951 وتعيش في القاهرة و جنوب السويد؛ ولها كتاب آخر يحمل عنوان "الأمل و اليأس: الحياة في المخيمات الفلسطينية" صدر أيضا عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة.


    صدور الترجمة الإنجليزية لرواية أورهان باموك الأخيرة


    صدرت مؤخرا الترجمة الإنجليزية لرواية أورهان باموك The museum of innocenceأو "متحف البراءة" لمترجمتها "مورين فريلي" Maureen Freely التي قامت بترجمة أعمال سابقة لباموك مثل "ثلج" و"إسطنبول". وتعد "متحف البراءة" الرواية الأولى لباموك منذ حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 2006. تدور "متحف البراءة" عن إسطنبول الحديثة، تبدأ أحداثها في سبعينات القرن الماضي، بطلها "كمال" ابن الطبقة الثرية الذي يقع في هوى فتاة أقل منه في المكانة الاجتماعية تدعى "فوسون"، يتواعد "كمال" مع "فوسون" في شقة مهملة من ممتلكات والدته؛ ذلك قبل شهر واحد من خطبته لـ"سيبال"، الفتاة التي اختارته لها عائلته من نفس طبقته الاجتماعية. لا يستطيع "كمال" مواجهة عائلته، ينهي علاقته "بفوسون" ليستحوذ عليه الهوس بكل ما جمعه بها، عقب سيكارة دخنته، قرطها، خصلات من شعرها. تصبح تلك الأشياء المصدر الوحيد لسعادته، يجمعها في متحف يحيى به ذكرى علاقته "بفوسون". بهذه الصورة تبدو الرواية سجلا لعلاقة حب جسدية؛ لكنها أيضا تدور على خلفية مدينة "إسطنبول"؛ كأنها تقدم أيضا متحفا للمدينة التي تقف في منتصف أشياء متناقضة بحسب تعبير التايمز البريطانية: الشرق والغرب؛ المسيحية والإسلام؛ والمدنية والتدين. في رواياته السابقة يغوص باموك في "إسطنبول" العثمانية كما في "اسمي أحمر" و"القلعة البيضاء" و"الحياة الجديدة"؛ لكنه في "متحف البراءة" يتحدث عن "إسطنبول" المعاصرة: البرامج التليفزيونية، السينما وأفلام السبعينات، فساد مسؤلي الرقابة على الافلام في تلك الفترة، شراء تذاكر اليانصيب في ليلة رأس السنة، ازياد مطاعم الأكل على الطراز الأوروبي، رائحة النسيم والتنزة على مضيق "البسفور". يقيم الكاتب التركي "أورهان باموك" في الولايات المتحدة الأمريكية، وتبدو روايته "متحف البراءة" خطاب حب لمدينة، مملوء بالحنين."متحف البراءة" صدرت عن دار نشر "Alfred A. Knopf" بالولايات المتحدة الأمريكية.

    Friday, January 8, 2010

    المصالح كانت السبب الرئيسي في أزمة الرسوم الكاريكاتورية!

    A review of Jytte Klausen's The Cartoons that Shook the World
    published first in El Thakafa El Gedeeda,
    January 2010
    تسبب نشر الرسومات الكاريكاتورية للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في الجريدة الدنماركية "يلاندز بوستن" عام 2005 في حدوث أزمة بين العالم الغربي والإسلامي؛ تمثل في العديد من المظاهرات في عواصم العالم ومقاطعة المنتجات الدنماركية؛ بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على حادثة النشر، عاد الحديث حول الرسومات الدنماركية، ليس في العالم الإسلامي هذه المرة، لكن في الغرب. في أغسطس 2009 أعلنت دار نشر "يال" اعتزامها عدم نشر الرسومات الكاريكاتورية في كتاب يتناول الأزمة لعالمة الاجتماع "جايت كلاوسن". في كلمة لها في معهد "هدسون" بالولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الكاتبة أسفها لقرار منع الرسوم الذي يتعارض مع التوثيق العلمي بحسب رأيها. ووصففت الهجوم الذي تعرضت له في الغرب؛ الذي جعلها تتحول إلى "فصل آخر من كتابها وهو أمر ربما يكون شائعا لكتاب الرواية، لكن ليس لعلماء الاجتماع". ولأن العالم الإسلامي كان طرفاً رئيسياً في أزمة الرسومات الكاريكاتورية ، فإنه من الهام أن نستعرض أهم الأفكار التي تناولها الكتاب.

    تقول "كلاوسن" في الكتاب بأن أزمة الرسومات الكاريكاتورية بدأت عندما أعلن أربعة من أئمة الدنمارك استيائهم من نشر الرسومات الكارريكاتورية- إحداها يصور الرسول (صلى الله عليه وسلم) يرتدي عمامة عليها قنبلة. الأربعة أئمة بدوا المحركين الرئيسين للأزمة؛ ققد أرسلوا وفداً في ديسمبر 2005 يحمل ملفاً به الاثنتى عشرة رسمة المنشورة في الدنمارك؛ إلا إنهم –وهو ما تذكره "كلاوسن"- أضافوا لها رسومات أخرى لم تقم الجريدة الدنماركية بنشرها من الأساس.

    وإذا كانت "كلاوسن" هنا تكشف حقيقة تتعلق بالأئمة الدنماركين؛ فإنها تحلل أيضا موقف فاعل رئيسي في تلك الأحداث وهو رئيس الوزراء الدنماركي "فوج رامسوسين"؛ تصفه "كلاوسن" في الكتاب بإنه "رئيس الوزراء الذي لا يعتذر". فعندما كان بعض رجال الأعمال الدنماركين وقادة مسلمين يضغطون لكي تقدم الدنمارك اعتذاراً عن الرسوم؛ كان رد رئيس الوزراء السابق دائماً إنه لا يمكن الاعتذار عن تعبير شخصي عن الرأي ، لأن ذلك يهدم مبدأً أساسياً من الديموقراطية في الدنمارك؛"فإنت لا يمكنك الاعتذار عن شيئ لم تفعله". تُرجع "كلاوسن" موقف رئيس الوزراء إلى ثلاثة أسباب: فهو لم يقدر غضب المسلمين من الرسوم الكاريكاتورية؛ ثانياً كان يستمد قوته من "حزب الشعب" الدنماركي ذي الميول المضادة للمهاجرين؛ ثالثاً كان بذلك يجاري السياسة الأمريكية في ذلك الوقت ومفهومها تجاه الديموقراطية.

    تذهب "كلاوسن" أيضاً إلى أن الحكومات العربية- بخاصة مصر- كانت لها مصلحة وراء الانضمام لمعارضة الرسومات: فهي من ناحية تريد أن تُحرج الجماعات الإسلامية أمام الغرب؛ وتذكر "كلاوسن" على سبيل المثال كيف دعا الشيخ "يوسف القرضاوي"- رئيس المجلس الأوروبي للفتوى والبحث- إلى "يوم من أجل الغضب" من الرسومات المسيئة؛ بعدها تظاهر الآلاف في مختلف البلدان؛ راح ضحية تلك المظاهرات أكثر من مائتي شخص؛ لكن إظهار الوجه المتشدد لبعض الإسلامين –إن جاز التعبير- لم يكن الهدف الوحيد للحكومات العربية، لكنها أرادت تخفيف الضغط الغربي لإجراء المزيد من الإصلاحات الديموقراطية، خاصة في مصر. الجماعات الأصولية أيضا رأت في أزمة الرسومات فرصة سانحة لإثبات وجودها و خلخة المصالح العربية-الغرببة؛ القاعدة مثلا قامت بتفجير السفارة الدنماركية في باكستان؛ وتم الإعلان عن مكافآة مالية مقابل الإتيان برؤس رسامي الكاريكاتير!

    من خلال تحليل تلك الأحداث ، تدحض "كلاوسن" الرأي الشائع بإنه لولا تحرك الأئمة الدنماركيين إلى القاهرة لما نشبت الأزمة؛ فالمصالح وحدها كانت الدافع الحقيقي وراء الأزمة؛ "الرسومات الكاريكاتورية التي صدمت العالم" صدر نوفمبر الماضي لكاتبته "جايت كلاوسن" عن دار نشر "يال" بالولايات المتحدة الأمريكية
    .

    الهند تقوم بترميم محل ميلاد "جورج أورويل" بعد إهمال دام سنين!

    في الوقت الذي تشهد فيه الهند جدلا واسعا بشأن مدى اهتمام الحكومة الهندية بالمنازل والأماكن الأثرية، أعلن سكرتير ولاية "بيهار" الهندية للثقافة والفن عن اعتزام ترميم المنزل الذي شهد ميلاد الكاتب الإنجليزي الشهير "جورج أورويل".ولد الكاتب الإنجليزي "جورج أورويل" عام 1903 في بلدة صغيرة تدعى "موتيهاري" بولاية "بيهار" بالهند الشرقية. عمل والده كموظف في الخدمة العامة بالهند وقت كانت شبة القارة الهندية تحت الاحتلال البريطاني. عاش "أرويل" بالبلدة عاماً واحداً قبل أن ينتقل لإنجلترا مع أسرته عام 1904. في الفترة من 1922 إلى 1927 كان أورويل عضوا في الشرطة الملكية في "بورما" التي كانت جزءا من الهند البريطانية. وقد جسد أورويل هذه التجربة في روايته "أيام بورما" Burmese Days ؛ وفي كتاب مقالات يحمل عنوان "شنق واصطياد فيل" A hanging and Shooting an Elephant.اشترك "أورويل" في الحرب الأهلية الإسبانية التي امتدت من عام 1936 إلى 1939؛ حيث عمل كمراسل حربي للبي بي سي، قضى "أورويل" حياته بين لندن وباريس، ولم يعد إلى محل ميلاده حتى وفاته عام 1950. ولسنوات عديدة ظل البيت البسيط الذي ولد فيه الكاتب الشهير معرضا للإهمال؛ فقد أصبح مأوى للحيوانات الضالة بعد أن دمره زلزال. ومؤخرا أصبح مدرسة حكومية. في عام 2003 كان هناك اهتمام بترميم المنزل خلال الاحتفالات التي أقيمت بالهند بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد "أورويل"؛ إلا أنه لم تتم أية إجراءات بشأن ترميم البيت.وبحسب ما جاء في "الديلي تلجراف"، يبدو أن الحكومة الهندية جادة هذه المرة بشأن ترميم البيت؛ فقد أعلنت مؤخرا أن المئات من المقابر والأبنية الشهيرة التي أقيمت خلال الحكم البريطاني أماكن أثرية لا يجوز هدمها.وترجع أهمية البيت إلى مكانة "أورويل" في الأدب الإنجليزي والعالمي.من أشهر رواياته "مزرعة الحيوانات" التي كتبها عام 1945 ورواية "1984" التي كتبها عام 1949، وتميز أسلوبه الأدبي بالسخرية، كما عبرت أعماله عن الصراعات السياسية التي شهدها العالم حلال الحرب العالمية الثانية وما قبلها.

    استبعاد جي كي رولنج من ميدالية بوش لأسباب سياسية!

    في كتاب يحمل عنوان "حكايات لم يروها ناج من البيت الأبيض" Speechless Tales of a White House Survivor يذكر "مات لاتمير" Matt Latimerكاتب خطابات الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" بأن مسئولين في البيت الأبيض اعترضوا على استخدام كاتبة (هاري بوتر) "جي كي رولنج" JK Rowling السحر في كتبها، ونتيجة لذلك لم يدرج اسمها ضمن الحاصلين على "ميدالية الرئاسة للحرية"؛ بحسب ما ذكرت الديلي تليجراف؛ علماً بأن ميدالية الرئاسة للحرية تمنح لإسهام يفيد مصالح الولايات المتحدة، وسلام العالم ومساعٍ ثقافية. الرئيس بوش كان قد منح الميدالية لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير"، فيما منح باراك أوباما الميدالة للفيزيائي ستفين هاوكينج Stephen Hawking ضمن آخرين. ويذكر لاتيمر في كتابه أن خطط تلقي "رولنج" للميدالية قُضي عليها بواسطة المسئولين في الإدارة السابقة؛ فالبيت الأبيض في حكومة "بوش" أخضع الميدالية لمعايير سياسية؛ حيث إن "التفكير الضيق" دفع المسئولين في البيت الأبيض لرفضهم إعطاء الميدالية إلى "رولنج" لأن سلسلة (هاري بوتر) تشجع على السحر. ويذكر الكاتب أيضا أن أشخاصاً آخرين حرموا من الترشيح في ظل حكومة "بوش"، بينهم "سيناتور إدوارد كينيدي"Senator Edward Kennedy، وهو سياسي محنك ونشط في مجال الرعاية الصحية، وتم استبعاده لأنه اعتبر تحررياً أكثر من اللازم؛ إلا أن باراك أوباما منح الميدالية لـ "كينيدي" في أغسطس الماضي، قبل أيام من وفاته عن سبع وسبعين عاماً بمرض السرطان. استبعاد جي كي رولنج ليس المثل الوحيد على كتابتها التي تعارضت مع "الحق الأمريكي" بحسب تعبير الديلي تلجراف؛ ففي عام 2007، هاجم بيل أو ريلي Bill O’Reilly مذيع "فوكس نيوز"، "رولنج"؛ لأنها أعلنت أن "دمبلادور" Dumbledoreأحد شخصيات (هاري بوتر) مثليّ الجنسية، واتهمها بأن كتابتها موجهة لتلقين الأطفال مبادئ تحررية.