Thursday, June 3, 2010

إصدارات أجنبية: سير ذاتية



إصدارات أجنبية: سير ذاتيه
الثقافة الجديدة العدد 238 - يونيو
2010
  • "موريل سبارك"...الله ...الرواي

صدرت عن دار نشر "نورتون" بالولايات المتحدة الأمريكية
كتابا
لـ"مارتن ستانرد"Martin Stannard عن سيرة الكاتبة البريطانية "موريل سبارك"
Muriel Spark، إحدى أهم الكاتبات الإنجليز في القرن العشرين. ولدت "سبارك" عام 1918 في إدنبره وتوفت عام 2006 تاركة اثنتى وعشرين رواية و قصصا قصيرة وأشعار وكتبا نقدية. في عام 1992، أصدرت "سبارك" سيرة ذاتية تغاضت فيها عن اللحظات الصعبة في
حياتها، مثل علاقاتها المتوترة مع أفراد عائلتها والانهيار العصبي الذي أصابها في الثلاثينات من عمرها، و قصص الحب المحبطة لرجال أحبتهم. من خلال التركيز على تلك الحظات يقدم "مارتن ستانرد" رؤية تفصيلية لحياة ا
لكاتبة التي بدت غامضة. نقطة التحول حدثت في حياة الكاتبة عام 1954 عندما اعتنقت الديانة الكاثولوكية وشرعت في كتابة روايات جعلت لها مكانة أدبية مثل Memento Mori (1959) و
The Girls of Slender Means (1963). يفسر "ستانرد" نقطة التحول في حياة الكاتبه بأن لجوءها إلى الله و الكتابة شيئ واحد: ثمة تشابة بين الله و الرواي؛ فهو يتحكم في مصائر البشر، مثلما يتحكم الرواي في أقدار شخوصه. فالغموض لدى "سباركل" صفة آلهية؛ وهو ما انعكس في أعمالها اللاحقة مثل رواية
The Driver’s Seat
(1970) التي يعتبرها "ستانرد" أهم ما كتبت.


الكاتب الكيني " جوجي وا تيونجو " ...الحلم وقت الحرب

    في السيرة الذاتية "الحلم وقت الحرب: ذكريات الطفولة"، يقدم الكاتب الكيني "جوجي وا تيونجو"Nugugi wa Thiong’o رؤيته كطفل للأحداث التي مر بها في بلده كينيا الواقعة تحت سيطرة الاستعمار البريطاني آنذاك. الكتاب يحيل القارئ إلى عام 1885 عندما قامت قوى أوروبا بتقسيم أفريقيا في مؤتمر برلين؛ إلا إن زمن الأحداث يبدأ مع ميلاد الكاتب عام 1938 وتنتهي مع انتقال الكاتب إلى مرحلة الرجولة في عام 1954 مع بلوغه السادسة عشر. "جوجي وا تيونجو" هو الطفل الخامس في أسرة بها اثنى وعشرين طفلا، وأب متسلط له أكثر من زوجة. الكتاب يزخر بتفاصيل تضعه في تقاطع مع علم الإنسان الاجتماعي بحسب تعبير "الديلي تليجراف"، مثل كيفية تسمية الأسماء في كينيا و درجات الاحترام المختلفة التي على الطفل الالتزام بها تجاه كل زوجة في منزل أبية، و عادات مثل الغناء بجانب المدفأة بالليل وحكاية حكايات. تحتل الحرب خلفية الأحداث، فبجانب المدفأة داعبت خيال الطفل الصغير أسماء سيطرت على الحرب العالمية الثانية مثل "موسيليني" و"هتلر" و "فرانكو" و"ستالين". الكاتب يأخذ القارئ أيضا إلى مرحلة هامة في تاريخ كينيا، فيروي تفاصيل انتفاضة "الماو ماو" التي ناهضت الاستعمار البريطاني، و الصراع على الأرض و الاستقلال والحرية. يتحدث الكاتب كذلك عن حلمه بالتعليم، على الرغم من غرابة الحلم في ذلك الوقت. السيرة الذاتية تطرح تساؤلات عديدة حول أدب ما بعد الاستعمار، وعلى من يلقي الكاتب بالمسؤلية: قوى الاستعمار، أم الهيئات التي حلت مكانها فيما بعد؟ "جوجي وا تيونجو" يعد أحد أهم الكتاب الأفارقة؛ لأعماله صبغة سياسية تسببت في سجنه ، و نفيه خارج بلاده؛ يعمل الآن أستاذا في جامعة "كاليفورنيا" بالولايات المتحدة. الكتاب صدر مترجما إلى الإنجليزية عن "بانثيون بوكس".


    "كيلوباترا"...لم تكن "كيلوباترا".. كتاب جديد!

    في السنة الثلاثين قبل الميلاد توفت "كيلوباترا" السابعة، ملكة مصر،و
    منذ ذلك الحين،ظلت "كليوباترا" في الأعمال الفنية ، في مسرحية شكسبير في الأوبرا و السينما، إيقونة للمرأة المغوية، ولكن هل هي فعلا كذلك؟ في كتاب صدر حديثا عن جامعة "أوكسفورد" يقدم الباحث
    Duane Roller "ديوان رولر"
    سيرة لحياة "كيلوباترا" ، تختلف عن الصورة النمطية لها. على الناحية الشكلية، يقدم الكتاب صورا مختلفة لملامحها كما جاءت في تماثيل وعملات، مما يجعل من صورتها لغزاً. يذهب "رولر" أيضا إلى أن اختيار "كليوباترا" لـ"يوليوس قيصر" و "أنتونيوس"، وهما من تسببا في وضعها في صورة المرأة المغوية التي تقود الرجال إلى مصائرهم، كان بدافع مصالح سياسية. يعتمد الكتاب في رؤيته على مصادر أصلية من العصر "الأغريقي-الروماني"، مثل الأعمال الأدبية و الفنية و كتابات كيلوباترا ذاتها. ترسم تلك المصادر صورة لكيلوباترا كملكة استطاعت إدارة ملكا شاسعا امتد من آسيا الصغرى إلى مصر، وكقائدة بحرية تولت أمر أسطولها وقت الحرب و كباحثة و محبة للفنون. الكتاب مقسم إلى عدة فصول، يحمل جوانبا مختلفة من حياتها: "أجداد كيلوباترا و الخلفية التاريخية"، "كيلوباترا في شبابها و التعليم الذي تلقته" ، "كيلوباترا ملكة" (51- 47 ق.م.) ؛ "تدعيم المملكة" (47- 40 ق.م.) ؛ "العلم والثقافة في بلاط كيلوباترا" . الكتاب أيضا يقف وراء الأسباب التي جعلت مصر في القرن الأول قبل الميلاد مكانا خلابا لدى الرومان و تهديدا لهم في ذات الوقت. "ديوان رولر" هو مؤرخ وعالم آثار، يعمل أستاذا في جامعة "أوهيو" بالولايات المتحدة الأمريكية.

    "فيديل كاسترو".. سيرة ذاتية يرويها آخر!

      يعد "نوربرتو فيونتس" Norberto Fuentes (1943- ) أحد أهم كتاب كوبا، جمعته صداقه قوية بـ"فيديل كاسترو" (1926- )، مما جعله في قلب الأحداث السياسية في بلده. توترت علاقته بـ"كاسترو" بدءا من عام 1989 ، بعدما تم إعدام اثنين من كبار قواد الجيش على إثر جرائم ملفقة؛ حاول "فيونتس" الفرار من كوبا، لكنه اعتقل وظل في السجن حتى خروجه عام 1994؛ بعد أن أضرب عن الطعام وبعد أن توسط كبار الأدباء ، مثل "ماركيز" ، لدى "كاسترو" لتأمين خروجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2004، قام "فيونتس" بكتابة سيرة ذاتية لـ"فيديل كاسترو" باللغة الأسبانية، حققت معدلات قراءة عالية في أوروبا.

      وقد صدرت مؤخرا الترجمة الإنجليزية للسيرة الذاتية لمترجمتها "آنا كوشنر" Anna Kushner ؛ جريدة "النيو يورك تايمز" وصفت الكتاب "بالمذهل الذي يشد القارئ" أما جريدة "سان فرانسيسكو كرونيكل" فشبهت قدرة "فيونتس" على الحكي بـ"من يجيد الكلام دون تحريك الشفتين، مقدما صورة لـ"كاسترو" بالمكابر، المياكفيلي بالطبيعة، شديد السخرية ". الكتاب –الذي يقع في خمسمائة وسبعين صفحة تقريبا- يقدم صورة تفصيلية لكاسترو : علاقاته الجسدية الأولى ؛ ومشاعره الحقيقية تجاه "جي فارا" وفلسفته تجاه القتل و الأرث وأسرار الدولة. في حوار لـ"فيونتس" على الإنترنت ، ذكر أن كتابة السيرة ذاتية كانت تحديا له، على المستوى الوجداني، أن يكوت مكان "كاسترو" ويفكر بطريقته؛ الشيء الأكيد بالنسبة له إن "كاسترو" يتمتع بالذكاء الشديد، فهو شخص استطاع أن يبقى لما يزيد على خمسين عاما ، دخل في حروب لا تعد، وخرج منها منتصرا على الأغلب. لكني روائي ، ولست ناقلا للأفكار، وأريد أن أبقى دائما هكذا، يقول الكاتب.