Sunday, April 18, 2010

إصدارات أجنبية : الثقافة الجديدة 1

إصدارات أجنبية
الثقافة الجديدة العدد 235 - إبريل 2010

Book reviews, first published in El Thakafa El Gedeeda, issue no 35, April 2010


إدوارد سعيد ... أوركسترا خارج الحدود!


صدر عن دار نشر فيرسو كتاب "أوركسترا خارج الحدود لمؤلفته "إلينا شيا" Elena Cheah وهي عازفة التشيلو في "أوركسترا ديوان" التي أقامها المفكر الفلسطسيني الراحل إدوارد سعيد عشر سنوات مضت مع الموسيقار الإسرائيلي "دانيال بارينبويم" Barenboim Daniel. تتكون الفرقة من عازفين من إسرائيل وفلسطين وسوريا ولبنان و الأردن، وبعض الموسيقين المحترفين مثل مؤلفة الكتاب. "إلينا شيا" التحقت بالأوركسترا عام 2006 و أصدرت هذا الكتاب الذي يحتوي على مجموعة من الحوارات للشباب من موسيقي الفرقة. يكشف الكتاب كيف كان لكل عضو في الأوركسترا أفكار مسبقة عن "الآخر" لكن مع الوقت، بدأت أفكارهم تتغير خلال العمل في الأوركسترا. الأوركسترا أيضا لا تقدم بروفات وتناقش قضايا موسيقية، ولكنها أيضا تنظم منظارات حول الصراع في الشرق الأوسط ، تدعو من خلالها الشخصيات البارزة لإلقاء المحاضرات. في الأوركسترا، يواجه المشاركون أسئلة ساخنة وحقائق ووجهات نظر للمرة الأولى في حياتهم و يشعرون مع الوقت بأنهم يكونون صداقات كان من المستحيل إقامتها في بلادهم. الموسيقار "دانيال بارينبويم" قام بكتابة مقدمة الكتاب ذكر فيها: "الأوركسترا بالطبع غير قادرة على تحقيق السلام في الشرق الأوسط؛ نحن موسيقيون ولسنا رجال سياسة؛ لكننا أردنا إيجاد حل إنساني في ظل غياب حل سياسي
".

حياتي مع طالبان

"حياتي مع طالبان" هو سيرة ذاتية "لعبد السلام زائف"، أحد الأعضاء البارزين في جماعة طالبان، وفاعل رئيسي سابق في شئون الجماعة. الكتاب مترجم إلى الإنجليزية من الباشتو – اللغة الإيرانية التي ينطق بها في أفغانستان؛ قام بترجمته باحثين مقيمين في مقاطعة "كندهار" بأفغنستان. من خلال السيرة الذاتية، يكشف زائف حقائق عن حركة طالبان. في عام 1983- بعد الغزو السوفيتي لأفغنستان- أصبح "زائف" أحد المجاهدين الأفغان، بينهم رئيس جماعة طالبان الحالي "الملة محمد عمر"؛ وبعد انتهاء الحرب كون مجموعة من المجاهدين شكلوا جماعة طالبان التي استولت على السلطة في أفغانستان في عام 1994. يتناول الكتاب أيضا أزمة الحادي عشر من سبتمبر، التي كان فيها "زائف" يعمل سفيرا لدى باكستان؛ في عام 2002، وضعت القوات الأمريكية "زائف" في سجن "جوانتينامو" ، قضي هناك أربع سنوات ونصف ، لكنه خرج دون محاكمة. بحسب الديلي تليجراف، الكتاب مهم لرجال السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية ولندن وكابول؛ فهو يفسر الأسباب وراء وجود طالبان؛ لكنه في ذات الوقت، لا يعطي أملا في انتهاء الحرب في أفغانستان.

· حقيقة الله...ماذا يعني الدين؟
في كتاب "كارين آرمسترونج" الأخير" حقيقة الله..ماذا يعني الدين؟" تطرح مفهومها تجاه الدين باعتباره ممارسة وتجربة روحية. تستعرض الكاتبة تاريخ الممارسات الدينية المختلفة، لتصل إلى أن جميع الأديان مع اختلافها استخدمت نفس الأدوات من طقوس و تأمل و وحركات راقصة؛ تذهب أرمسترونج إلى أن الدين ممارسة مثل الفن و الموسيقى؛ فأنت تخرج من معرض للصور أو حفل موسيقي، في حالة من السمو و الهدوء؛ تطن إنك أصبحت شخصا أفضل، على الرغم من أن ذلك التغير قد لا يلحظه أحد. الدين في وجهة نظر أرمسترونج تجربة روحية أبلغ حالات التعبير عنها هو الصمت؛ فاللغة والمنطق يعجزان عن التعبير عنها. تستخدم "أرمسترونج" هذا المنطق لتفند آراء الملحدين في الغرب مثل "داوكينز" و "هيتشينز"؛ فمع الانتصارات العلمية في القرن السابع عشر توقف الدين عن كونه ممارسة وأصبح نظرية – خاصة ما يطلق عليه "المهندس الإلهي"؛ وهو ما تعتبره أرمسترونج تحريفا لأي شيء ذات قيمة في الممارسة الدينية؛ فالدين الحقيقي بعيد عن اكتشاف الملحدين لأن جوهر الدين هو الممارسة الروحية دون فلسفتها و إخضاعها للنظريات. الكتاب صدر عدة شهور مضت عن دار نشر "بودلي هيد" Bodley Head . يذكر أن لكارين أرمسترونج ما يزيد عن العشرين كتاب عن الأديان منها "خلال الممر الضيق" و "تاريخ الله" و "محمد".


!رسومات على الحائط في غزة


صدر عن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة كتاب للمصورة الصحفية، السويسرية "مايا جروندال" Mia Grondahl، يحمل أسم " رسومات الحائط في غزة: رسائل الحب و السياسة"؛ يشتمل الكتاب على سجل برسومات و كتابات الحوائط في غزة طيلة سبع سنوات. اكتسب الرسم على الحائط أهمية في غزة منذ عام 1987؛ فخلال الانتفاضة الأولى؛ لم يكن هناك تلفزيون أو إذاعة أو صحافة؛ لذا رسومات الحائط شكلت وسيلة اتصال هامة. تسجل "جروندال" في الكتاب جوانب من الحياة في غزة: فعلى الحوائط تجد شعارات سياسية و احتفالات بالزواج و رثاء لضحايا الاشتباكات، و أمل دائم في الحرية و السلام. الكتاب يجسد رؤية غير متوقعة للحياة في غزة يمتزج فيها الأسى مع الفرح. المصورة الصحفية "مايا جروندال" ولدت عام 1951 وتعيش في القاهرة و جنوب السويد؛ ولها كتاب آخر يحمل عنوان "الأمل و اليأس: الحياة في المخيمات الفلسطينية" صدر أيضا عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة.


صدور الترجمة الإنجليزية لرواية أورهان باموك الأخيرة


صدرت مؤخرا الترجمة الإنجليزية لرواية أورهان باموك The museum of innocenceأو "متحف البراءة" لمترجمتها "مورين فريلي" Maureen Freely التي قامت بترجمة أعمال سابقة لباموك مثل "ثلج" و"إسطنبول". وتعد "متحف البراءة" الرواية الأولى لباموك منذ حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 2006. تدور "متحف البراءة" عن إسطنبول الحديثة، تبدأ أحداثها في سبعينات القرن الماضي، بطلها "كمال" ابن الطبقة الثرية الذي يقع في هوى فتاة أقل منه في المكانة الاجتماعية تدعى "فوسون"، يتواعد "كمال" مع "فوسون" في شقة مهملة من ممتلكات والدته؛ ذلك قبل شهر واحد من خطبته لـ"سيبال"، الفتاة التي اختارته لها عائلته من نفس طبقته الاجتماعية. لا يستطيع "كمال" مواجهة عائلته، ينهي علاقته "بفوسون" ليستحوذ عليه الهوس بكل ما جمعه بها، عقب سيكارة دخنته، قرطها، خصلات من شعرها. تصبح تلك الأشياء المصدر الوحيد لسعادته، يجمعها في متحف يحيى به ذكرى علاقته "بفوسون". بهذه الصورة تبدو الرواية سجلا لعلاقة حب جسدية؛ لكنها أيضا تدور على خلفية مدينة "إسطنبول"؛ كأنها تقدم أيضا متحفا للمدينة التي تقف في منتصف أشياء متناقضة بحسب تعبير التايمز البريطانية: الشرق والغرب؛ المسيحية والإسلام؛ والمدنية والتدين. في رواياته السابقة يغوص باموك في "إسطنبول" العثمانية كما في "اسمي أحمر" و"القلعة البيضاء" و"الحياة الجديدة"؛ لكنه في "متحف البراءة" يتحدث عن "إسطنبول" المعاصرة: البرامج التليفزيونية، السينما وأفلام السبعينات، فساد مسؤلي الرقابة على الافلام في تلك الفترة، شراء تذاكر اليانصيب في ليلة رأس السنة، ازياد مطاعم الأكل على الطراز الأوروبي، رائحة النسيم والتنزة على مضيق "البسفور". يقيم الكاتب التركي "أورهان باموك" في الولايات المتحدة الأمريكية، وتبدو روايته "متحف البراءة" خطاب حب لمدينة، مملوء بالحنين."متحف البراءة" صدرت عن دار نشر "Alfred A. Knopf" بالولايات المتحدة الأمريكية.