Friday, January 8, 2010

المصالح كانت السبب الرئيسي في أزمة الرسوم الكاريكاتورية!

A review of Jytte Klausen's The Cartoons that Shook the World
published first in El Thakafa El Gedeeda,
January 2010
تسبب نشر الرسومات الكاريكاتورية للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في الجريدة الدنماركية "يلاندز بوستن" عام 2005 في حدوث أزمة بين العالم الغربي والإسلامي؛ تمثل في العديد من المظاهرات في عواصم العالم ومقاطعة المنتجات الدنماركية؛ بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على حادثة النشر، عاد الحديث حول الرسومات الدنماركية، ليس في العالم الإسلامي هذه المرة، لكن في الغرب. في أغسطس 2009 أعلنت دار نشر "يال" اعتزامها عدم نشر الرسومات الكاريكاتورية في كتاب يتناول الأزمة لعالمة الاجتماع "جايت كلاوسن". في كلمة لها في معهد "هدسون" بالولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الكاتبة أسفها لقرار منع الرسوم الذي يتعارض مع التوثيق العلمي بحسب رأيها. ووصففت الهجوم الذي تعرضت له في الغرب؛ الذي جعلها تتحول إلى "فصل آخر من كتابها وهو أمر ربما يكون شائعا لكتاب الرواية، لكن ليس لعلماء الاجتماع". ولأن العالم الإسلامي كان طرفاً رئيسياً في أزمة الرسومات الكاريكاتورية ، فإنه من الهام أن نستعرض أهم الأفكار التي تناولها الكتاب.

تقول "كلاوسن" في الكتاب بأن أزمة الرسومات الكاريكاتورية بدأت عندما أعلن أربعة من أئمة الدنمارك استيائهم من نشر الرسومات الكارريكاتورية- إحداها يصور الرسول (صلى الله عليه وسلم) يرتدي عمامة عليها قنبلة. الأربعة أئمة بدوا المحركين الرئيسين للأزمة؛ ققد أرسلوا وفداً في ديسمبر 2005 يحمل ملفاً به الاثنتى عشرة رسمة المنشورة في الدنمارك؛ إلا إنهم –وهو ما تذكره "كلاوسن"- أضافوا لها رسومات أخرى لم تقم الجريدة الدنماركية بنشرها من الأساس.

وإذا كانت "كلاوسن" هنا تكشف حقيقة تتعلق بالأئمة الدنماركين؛ فإنها تحلل أيضا موقف فاعل رئيسي في تلك الأحداث وهو رئيس الوزراء الدنماركي "فوج رامسوسين"؛ تصفه "كلاوسن" في الكتاب بإنه "رئيس الوزراء الذي لا يعتذر". فعندما كان بعض رجال الأعمال الدنماركين وقادة مسلمين يضغطون لكي تقدم الدنمارك اعتذاراً عن الرسوم؛ كان رد رئيس الوزراء السابق دائماً إنه لا يمكن الاعتذار عن تعبير شخصي عن الرأي ، لأن ذلك يهدم مبدأً أساسياً من الديموقراطية في الدنمارك؛"فإنت لا يمكنك الاعتذار عن شيئ لم تفعله". تُرجع "كلاوسن" موقف رئيس الوزراء إلى ثلاثة أسباب: فهو لم يقدر غضب المسلمين من الرسوم الكاريكاتورية؛ ثانياً كان يستمد قوته من "حزب الشعب" الدنماركي ذي الميول المضادة للمهاجرين؛ ثالثاً كان بذلك يجاري السياسة الأمريكية في ذلك الوقت ومفهومها تجاه الديموقراطية.

تذهب "كلاوسن" أيضاً إلى أن الحكومات العربية- بخاصة مصر- كانت لها مصلحة وراء الانضمام لمعارضة الرسومات: فهي من ناحية تريد أن تُحرج الجماعات الإسلامية أمام الغرب؛ وتذكر "كلاوسن" على سبيل المثال كيف دعا الشيخ "يوسف القرضاوي"- رئيس المجلس الأوروبي للفتوى والبحث- إلى "يوم من أجل الغضب" من الرسومات المسيئة؛ بعدها تظاهر الآلاف في مختلف البلدان؛ راح ضحية تلك المظاهرات أكثر من مائتي شخص؛ لكن إظهار الوجه المتشدد لبعض الإسلامين –إن جاز التعبير- لم يكن الهدف الوحيد للحكومات العربية، لكنها أرادت تخفيف الضغط الغربي لإجراء المزيد من الإصلاحات الديموقراطية، خاصة في مصر. الجماعات الأصولية أيضا رأت في أزمة الرسومات فرصة سانحة لإثبات وجودها و خلخة المصالح العربية-الغرببة؛ القاعدة مثلا قامت بتفجير السفارة الدنماركية في باكستان؛ وتم الإعلان عن مكافآة مالية مقابل الإتيان برؤس رسامي الكاريكاتير!

من خلال تحليل تلك الأحداث ، تدحض "كلاوسن" الرأي الشائع بإنه لولا تحرك الأئمة الدنماركيين إلى القاهرة لما نشبت الأزمة؛ فالمصالح وحدها كانت الدافع الحقيقي وراء الأزمة؛ "الرسومات الكاريكاتورية التي صدمت العالم" صدر نوفمبر الماضي لكاتبته "جايت كلاوسن" عن دار نشر "يال" بالولايات المتحدة الأمريكية
.

الهند تقوم بترميم محل ميلاد "جورج أورويل" بعد إهمال دام سنين!

في الوقت الذي تشهد فيه الهند جدلا واسعا بشأن مدى اهتمام الحكومة الهندية بالمنازل والأماكن الأثرية، أعلن سكرتير ولاية "بيهار" الهندية للثقافة والفن عن اعتزام ترميم المنزل الذي شهد ميلاد الكاتب الإنجليزي الشهير "جورج أورويل".ولد الكاتب الإنجليزي "جورج أورويل" عام 1903 في بلدة صغيرة تدعى "موتيهاري" بولاية "بيهار" بالهند الشرقية. عمل والده كموظف في الخدمة العامة بالهند وقت كانت شبة القارة الهندية تحت الاحتلال البريطاني. عاش "أرويل" بالبلدة عاماً واحداً قبل أن ينتقل لإنجلترا مع أسرته عام 1904. في الفترة من 1922 إلى 1927 كان أورويل عضوا في الشرطة الملكية في "بورما" التي كانت جزءا من الهند البريطانية. وقد جسد أورويل هذه التجربة في روايته "أيام بورما" Burmese Days ؛ وفي كتاب مقالات يحمل عنوان "شنق واصطياد فيل" A hanging and Shooting an Elephant.اشترك "أورويل" في الحرب الأهلية الإسبانية التي امتدت من عام 1936 إلى 1939؛ حيث عمل كمراسل حربي للبي بي سي، قضى "أورويل" حياته بين لندن وباريس، ولم يعد إلى محل ميلاده حتى وفاته عام 1950. ولسنوات عديدة ظل البيت البسيط الذي ولد فيه الكاتب الشهير معرضا للإهمال؛ فقد أصبح مأوى للحيوانات الضالة بعد أن دمره زلزال. ومؤخرا أصبح مدرسة حكومية. في عام 2003 كان هناك اهتمام بترميم المنزل خلال الاحتفالات التي أقيمت بالهند بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد "أورويل"؛ إلا أنه لم تتم أية إجراءات بشأن ترميم البيت.وبحسب ما جاء في "الديلي تلجراف"، يبدو أن الحكومة الهندية جادة هذه المرة بشأن ترميم البيت؛ فقد أعلنت مؤخرا أن المئات من المقابر والأبنية الشهيرة التي أقيمت خلال الحكم البريطاني أماكن أثرية لا يجوز هدمها.وترجع أهمية البيت إلى مكانة "أورويل" في الأدب الإنجليزي والعالمي.من أشهر رواياته "مزرعة الحيوانات" التي كتبها عام 1945 ورواية "1984" التي كتبها عام 1949، وتميز أسلوبه الأدبي بالسخرية، كما عبرت أعماله عن الصراعات السياسية التي شهدها العالم حلال الحرب العالمية الثانية وما قبلها.

استبعاد جي كي رولنج من ميدالية بوش لأسباب سياسية!

في كتاب يحمل عنوان "حكايات لم يروها ناج من البيت الأبيض" Speechless Tales of a White House Survivor يذكر "مات لاتمير" Matt Latimerكاتب خطابات الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" بأن مسئولين في البيت الأبيض اعترضوا على استخدام كاتبة (هاري بوتر) "جي كي رولنج" JK Rowling السحر في كتبها، ونتيجة لذلك لم يدرج اسمها ضمن الحاصلين على "ميدالية الرئاسة للحرية"؛ بحسب ما ذكرت الديلي تليجراف؛ علماً بأن ميدالية الرئاسة للحرية تمنح لإسهام يفيد مصالح الولايات المتحدة، وسلام العالم ومساعٍ ثقافية. الرئيس بوش كان قد منح الميدالية لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير"، فيما منح باراك أوباما الميدالة للفيزيائي ستفين هاوكينج Stephen Hawking ضمن آخرين. ويذكر لاتيمر في كتابه أن خطط تلقي "رولنج" للميدالية قُضي عليها بواسطة المسئولين في الإدارة السابقة؛ فالبيت الأبيض في حكومة "بوش" أخضع الميدالية لمعايير سياسية؛ حيث إن "التفكير الضيق" دفع المسئولين في البيت الأبيض لرفضهم إعطاء الميدالية إلى "رولنج" لأن سلسلة (هاري بوتر) تشجع على السحر. ويذكر الكاتب أيضا أن أشخاصاً آخرين حرموا من الترشيح في ظل حكومة "بوش"، بينهم "سيناتور إدوارد كينيدي"Senator Edward Kennedy، وهو سياسي محنك ونشط في مجال الرعاية الصحية، وتم استبعاده لأنه اعتبر تحررياً أكثر من اللازم؛ إلا أن باراك أوباما منح الميدالية لـ "كينيدي" في أغسطس الماضي، قبل أيام من وفاته عن سبع وسبعين عاماً بمرض السرطان. استبعاد جي كي رولنج ليس المثل الوحيد على كتابتها التي تعارضت مع "الحق الأمريكي" بحسب تعبير الديلي تلجراف؛ ففي عام 2007، هاجم بيل أو ريلي Bill O’Reilly مذيع "فوكس نيوز"، "رولنج"؛ لأنها أعلنت أن "دمبلادور" Dumbledoreأحد شخصيات (هاري بوتر) مثليّ الجنسية، واتهمها بأن كتابتها موجهة لتلقين الأطفال مبادئ تحررية.