شيماء زاهر
في الوقت نفسه الذي تقوم فيه غالبية المهرجانات ودور الأوبرا بخفض النفقات بسبب الأزمة العالمية، يسير "مهرجان بريجنز للفنون بالنمسا عكس الاتجاه، وفقاً لجريدة التليجراف.
من المعروف أن مهرجان بريجنز أحد المهرجانات الهامة للأوبرا والموسيقى، يقام كل عام بين شهري يوليو وأغسطس. في الثالث والعشرين من يوليو الماضي، افتتح المهرجان بإنتاج جديد لأوبرا "عايدة" تكلف عشرة ملايين جنيه إسترليني؛ المسرح الذي أقيم فيه العرض يسع سبعة آلاف مشاهد، ويقع على بحيرة "كونستناس" Lake Constance التي تصل النمسا بألمانيا وسويسرا.
تاريخياً، تعود أوبرا عايدة إلى عهد الخديوي إسماعيل الذي كلف المؤلف الموسيقي الإيطالي "فيردي" بكتابتها، وتم عرضها في القاهرة عام 1871؛ تدور أوبرا "عايدة" على خلفية الحرب الدائرة بين مصر الفرعونية وأثيوبيا؛ القائد "راداميس" Radames يُكلّف من قبل الملك بقيادة الجيش في حربه مع الأثيوبيين.. ويحب "عايدة" الأميرة الأثيوبية التي تخفي هويتها.. ويقع في صراع فيما بعد بين حبه لها وولائه للملك.. تتعقد الأحداث لأن ابنة الملك المصري "أمنيرس" Amneris تحب "راداميس" الذي لا يبادلها مشاعرها. "فيردي" قسّم الأوبرا إلى أربعة فصول اتّبعت ترتيباً زمنياً؛ بدءاً من تولي "راداميس" قيادة الجيش في الفصل الأول، انتصار "راداميس" على الأثيوبيين في الفصل الثاني، قراره عدم الزواج من ابنة الملك في الفصل الثالث، وهروبه إلى الصحراء مع "عايدة"، والحكم عليه بأن يدفن حياً في حفرة في الفصل الرابع، ليجد "عايدة" قد سبقته إلى الحفرة ليموتا سوياً.
"عايدة فيردي" المعروضة بالنمسا الآن تختلف عن ذلك الترتيب؛ فهي تبدأ بـ"راداميس" و"عايدة"؛ اللذين يتم استخراجهما من المياه، ويُحملان في زورق جنائزي، تمهيداً للنهاية، عندما يُرفع جثمانا المحبين إلى السماء بواسطة أحد الأوناش، يبدو المشهد جليلاً وسط الديكورات شاهقة الارتفاع على المسرح. المياه كانت من الممكن أن تمثل عائقاً لعروض مسرحية أخرى؛ إلا أن تصميم الرقصات البارع -كما وصفته الديلي تليجراف- جذب الانتباه. مهرجان النمسا ينتهي في الثالث والعشرين من أغسطس، ويُعرض خلاله حوالي مائة عرض للأوبرا والموسيقى.