A review of Jytte Klausen's The Cartoons that Shook the World
published first in El Thakafa El Gedeeda,
January 2010
January 2010
تسبب نشر الرسومات الكاريكاتورية للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في الجريدة الدنماركية "يلاندز بوستن" عام 2005 في حدوث أزمة بين العالم الغربي والإسلامي؛ تمثل في العديد من المظاهرات في عواصم العالم ومقاطعة المنتجات الدنماركية؛ بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على حادثة النشر، عاد الحديث حول الرسومات الدنماركية، ليس في العالم الإسلامي هذه المرة، لكن في الغرب. في أغسطس 2009 أعلنت دار نشر "يال" اعتزامها عدم نشر الرسومات الكاريكاتورية في كتاب يتناول الأزمة لعالمة الاجتماع "جايت كلاوسن". في كلمة لها في معهد "هدسون" بالولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الكاتبة أسفها لقرار منع الرسوم الذي يتعارض مع التوثيق العلمي بحسب رأيها. ووصففت الهجوم الذي تعرضت له في الغرب؛ الذي جعلها تتحول إلى "فصل آخر من كتابها وهو أمر ربما يكون شائعا لكتاب الرواية، لكن ليس لعلماء الاجتماع". ولأن العالم الإسلامي كان طرفاً رئيسياً في أزمة الرسومات الكاريكاتورية ، فإنه من الهام أن نستعرض أهم الأفكار التي تناولها الكتاب.
تقول "كلاوسن" في الكتاب بأن أزمة الرسومات الكاريكاتورية بدأت عندما أعلن أربعة من أئمة الدنمارك استيائهم من نشر الرسومات الكارريكاتورية- إحداها يصور الرسول (صلى الله عليه وسلم) يرتدي عمامة عليها قنبلة. الأربعة أئمة بدوا المحركين الرئيسين للأزمة؛ ققد أرسلوا وفداً في ديسمبر 2005 يحمل ملفاً به الاثنتى عشرة رسمة المنشورة في الدنمارك؛ إلا إنهم –وهو ما تذكره "كلاوسن"- أضافوا لها رسومات أخرى لم تقم الجريدة الدنماركية بنشرها من الأساس.
وإذا كانت "كلاوسن" هنا تكشف حقيقة تتعلق بالأئمة الدنماركين؛ فإنها تحلل أيضا موقف فاعل رئيسي في تلك الأحداث وهو رئيس الوزراء الدنماركي "فوج رامسوسين"؛ تصفه "كلاوسن" في الكتاب بإنه "رئيس الوزراء الذي لا يعتذر". فعندما كان بعض رجال الأعمال الدنماركين وقادة مسلمين يضغطون لكي تقدم الدنمارك اعتذاراً عن الرسوم؛ كان رد رئيس الوزراء السابق دائماً إنه لا يمكن الاعتذار عن تعبير شخصي عن الرأي ، لأن ذلك يهدم مبدأً أساسياً من الديموقراطية في الدنمارك؛"فإنت لا يمكنك الاعتذار عن شيئ لم تفعله". تُرجع "كلاوسن" موقف رئيس الوزراء إلى ثلاثة أسباب: فهو لم يقدر غضب المسلمين من الرسوم الكاريكاتورية؛ ثانياً كان يستمد قوته من "حزب الشعب" الدنماركي ذي الميول المضادة للمهاجرين؛ ثالثاً كان بذلك يجاري السياسة الأمريكية في ذلك الوقت ومفهومها تجاه الديموقراطية.
تذهب "كلاوسن" أيضاً إلى أن الحكومات العربية- بخاصة مصر- كانت لها مصلحة وراء الانضمام لمعارضة الرسومات: فهي من ناحية تريد أن تُحرج الجماعات الإسلامية أمام الغرب؛ وتذكر "كلاوسن" على سبيل المثال كيف دعا الشيخ "يوسف القرضاوي"- رئيس المجلس الأوروبي للفتوى والبحث- إلى "يوم من أجل الغضب" من الرسومات المسيئة؛ بعدها تظاهر الآلاف في مختلف البلدان؛ راح ضحية تلك المظاهرات أكثر من مائتي شخص؛ لكن إظهار الوجه المتشدد لبعض الإسلامين –إن جاز التعبير- لم يكن الهدف الوحيد للحكومات العربية، لكنها أرادت تخفيف الضغط الغربي لإجراء المزيد من الإصلاحات الديموقراطية، خاصة في مصر. الجماعات الأصولية أيضا رأت في أزمة الرسومات فرصة سانحة لإثبات وجودها و خلخة المصالح العربية-الغرببة؛ القاعدة مثلا قامت بتفجير السفارة الدنماركية في باكستان؛ وتم الإعلان عن مكافآة مالية مقابل الإتيان برؤس رسامي الكاريكاتير!
من خلال تحليل تلك الأحداث ، تدحض "كلاوسن" الرأي الشائع بإنه لولا تحرك الأئمة الدنماركيين إلى القاهرة لما نشبت الأزمة؛ فالمصالح وحدها كانت الدافع الحقيقي وراء الأزمة؛ "الرسومات الكاريكاتورية التي صدمت العالم" صدر نوفمبر الماضي لكاتبته "جايت كلاوسن" عن دار نشر "يال" بالولايات المتحدة الأمريكية.
تقول "كلاوسن" في الكتاب بأن أزمة الرسومات الكاريكاتورية بدأت عندما أعلن أربعة من أئمة الدنمارك استيائهم من نشر الرسومات الكارريكاتورية- إحداها يصور الرسول (صلى الله عليه وسلم) يرتدي عمامة عليها قنبلة. الأربعة أئمة بدوا المحركين الرئيسين للأزمة؛ ققد أرسلوا وفداً في ديسمبر 2005 يحمل ملفاً به الاثنتى عشرة رسمة المنشورة في الدنمارك؛ إلا إنهم –وهو ما تذكره "كلاوسن"- أضافوا لها رسومات أخرى لم تقم الجريدة الدنماركية بنشرها من الأساس.
وإذا كانت "كلاوسن" هنا تكشف حقيقة تتعلق بالأئمة الدنماركين؛ فإنها تحلل أيضا موقف فاعل رئيسي في تلك الأحداث وهو رئيس الوزراء الدنماركي "فوج رامسوسين"؛ تصفه "كلاوسن" في الكتاب بإنه "رئيس الوزراء الذي لا يعتذر". فعندما كان بعض رجال الأعمال الدنماركين وقادة مسلمين يضغطون لكي تقدم الدنمارك اعتذاراً عن الرسوم؛ كان رد رئيس الوزراء السابق دائماً إنه لا يمكن الاعتذار عن تعبير شخصي عن الرأي ، لأن ذلك يهدم مبدأً أساسياً من الديموقراطية في الدنمارك؛"فإنت لا يمكنك الاعتذار عن شيئ لم تفعله". تُرجع "كلاوسن" موقف رئيس الوزراء إلى ثلاثة أسباب: فهو لم يقدر غضب المسلمين من الرسوم الكاريكاتورية؛ ثانياً كان يستمد قوته من "حزب الشعب" الدنماركي ذي الميول المضادة للمهاجرين؛ ثالثاً كان بذلك يجاري السياسة الأمريكية في ذلك الوقت ومفهومها تجاه الديموقراطية.
تذهب "كلاوسن" أيضاً إلى أن الحكومات العربية- بخاصة مصر- كانت لها مصلحة وراء الانضمام لمعارضة الرسومات: فهي من ناحية تريد أن تُحرج الجماعات الإسلامية أمام الغرب؛ وتذكر "كلاوسن" على سبيل المثال كيف دعا الشيخ "يوسف القرضاوي"- رئيس المجلس الأوروبي للفتوى والبحث- إلى "يوم من أجل الغضب" من الرسومات المسيئة؛ بعدها تظاهر الآلاف في مختلف البلدان؛ راح ضحية تلك المظاهرات أكثر من مائتي شخص؛ لكن إظهار الوجه المتشدد لبعض الإسلامين –إن جاز التعبير- لم يكن الهدف الوحيد للحكومات العربية، لكنها أرادت تخفيف الضغط الغربي لإجراء المزيد من الإصلاحات الديموقراطية، خاصة في مصر. الجماعات الأصولية أيضا رأت في أزمة الرسومات فرصة سانحة لإثبات وجودها و خلخة المصالح العربية-الغرببة؛ القاعدة مثلا قامت بتفجير السفارة الدنماركية في باكستان؛ وتم الإعلان عن مكافآة مالية مقابل الإتيان برؤس رسامي الكاريكاتير!
من خلال تحليل تلك الأحداث ، تدحض "كلاوسن" الرأي الشائع بإنه لولا تحرك الأئمة الدنماركيين إلى القاهرة لما نشبت الأزمة؛ فالمصالح وحدها كانت الدافع الحقيقي وراء الأزمة؛ "الرسومات الكاريكاتورية التي صدمت العالم" صدر نوفمبر الماضي لكاتبته "جايت كلاوسن" عن دار نشر "يال" بالولايات المتحدة الأمريكية.